ليس مشهدا عاديا أن تجد امرأة تعتلي منبر المسجد دون حجاب وتخطب في الحضور من المسلمين، مشهد غريب آثار استنفار كبير على المستوى الشعبي في إحدى الدول العربية بعد صورة لفتاة تجلس على المنبر بشعر مكشوف وتحاضر في مجموعة من الأفراد.. ماذا حدث في مسجد مدينة فاس؟
تعود تفاصيل الواقعة التي هزت المجتمع المغربي والمسلم مع تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في كازبلانكا، صورا لسيدة غير محجبة تعتلي منبر أحد المساجد، ويجلس خلفها أحد الأئمة فيما يجلس امامها مجموعة من المصلين.
ويظهر في الصورة السيدة التي تعتلي المنبر تحاضر وتخطب في رواد المسجد. وكالمتوقع وقوبلت هذه الصور داخل المسجد بانتقادات كبيرة، حيث يعد هذا السلوك انتهاكا لحرمة مؤسسة دينية.
وحول مكان هذه الواقعة، زعم رواد مواقع التواصل أن هذه الصور تم التقاطها بجامع القرويين بمدينة فاس.ومع النقد اللاذع وانتشار الصور بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، حرص المسؤولون بالمغرب على تقديم إيضاح للمشهد بكامل حقيقته بعيدا عن كلمات مواقع التواصل.
وعلى الفور أصدرت بجمعية “ذاكرة فاس”، بيان لوسائل الإعلام تنفي فيه حدوث هذه الواقعة داخل مسجد جامع القرويين أو غيره من المساجد التابعة لمدينة فاس.
وكشفت الجمعية حقيقة المشاهد التي أغضبت الآلاف من المسلمين في المغرب وحول العالم، مؤكدة أن الفعالية كانت عبارة عن مناسبة ثقافية احتضنتها زاوية عبد القادر الفاسي الفهري، الكائنة في منطقة الرصيف بفاس.
ووضح البيان، أن الجمعية نظمت هذه الفعالية بالتعاون في الفترة من 12 حتى 14 مايو الجاري، للاحتفاء بتراث العاصمة العلمية للمملكة المغربية.
وحول الواقعة التي اغضبت الرأي العام، أكدت الجمعية أن الفعاليات لم تكن في مسجد كما تردد على وسائل التواصل
وذكر أن الفعاليات تم تنظيمها بأحد المرافق التابعة لزاوية عبد القادر الفاسي.
وذكرت أن هذا المرفق مخصص لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وأن المنبر الذي ظهر في الصور ما هو إلا كرسي جلست أعلاه السيدة لتلقي محاضرة عن “حقوق الإنسان والتراث”.
وكشف البيان أن تلك السيدة التي ظهرت في الصور ما هي إلا ناشطة حقوقية من مدينة فاس، حضرت الفعاليات مثلها غيرها الكثيرات من المحجبات وغير المحجبات.
وشدد البيان على أن الساحة التي شهدت الفعاليات بشأن حقوق الإنسان والتراث منطقة غير مخصصة للصلاة.
وعلى الرغم من بيان السلطات في المغرب، إلا أن ذلك البيان لم يلقى قبولا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رغم إيضاح حقيقة الأمر، وما زالت الانتقادات مستمرة، إلى طالت هذه الانتقادات إمام الزاوية إدريس الفاسي الفهري، وطالب المنتقدون بمقاطعة الذهاب إلى الزاوية، كرد فعل على هذا السلوك.
ويرجع مراقبون عدم توقف الانتقادات خشية من التجرأ على بيوت الله وتكرار الأمر، لاسيما في ظل وجود بعض الظواهر عن رقص سيدات في أحد مساجد الخليج العربي، وتجرأ البعض الآخر على دخول المسجد الحرام دون ملابس مناسبة لقدسية بيوت الله.
