أثارت علامات أقدام على أسطح المنازل والجليد، وذلك في خطوط غير منتظمة، ذعر أهالي قرية ليمبستون عام 1855، في العهد الفيجتورى المعروف في بريطانيا، حيث كان بعض الناس يشكون من وجود الشيطان، ويخرجون ليلًا ومعهم بنادقهم وسكاكينهم لمطاردة الشيطان، حتى بعض العلماء شكوا في الأمر ولم يصلوا إلى تفسير علمي مثبت بشأنه إلى الآن.
بدأت الواقعة في شتاء 1855، كان عندما خرج ألبرت برايلز نورد، مدير مدرسة توبثام، فى الثامن من فبراير من ذلك العام، وجد الأرض مغطاة بالثلوج، ولمح خطًا من آثار حوافر صغيرة تمتد بطول طريق القرية، حسبما ذكر كتاب “قصص غريبة عجيبة”.
ووفقًا لما ذكرته المخطوطات التي تم العثور عليها، حيث بدت الحوافر للوهلة الأولى وكأنها حوافر جواد، لكن بعد إمعان النظر فيها تأكد برايلز أنها ليست حوافر حصان حيث كانت متصلة في خط الحافر بعد الآخر، قائلاً أن الحصان لابد أن يكون له حافر واحد يقفز عليه ولو كان هذا مخلوقاً مجهولًا ذو قدمان فلابد أنه حرص على أن تكون خطاه الواحدة أمام الأخرى وكأنه يمشي على حبل مشدود.
وما أثار الجدل والغرابة لدى الأهالي، أنه عند تتبع القرويين الآثار التي تبدوا وكأنها محفورة في الجليد بحديد ساخن حتى وصلوا طريق مسدود بحائط يمنع تجاوزها، والغريب أنهم وجود تلك الأثار ممتدة إلى ما بعد الحائط والثلج فوقه لم يمس أبدًا، فثارت دهشتهم واحتاروا أكثر عندما مرت تلك الأثار عبر كومة من القش لم يضطرب الثلج فوقها كما وجدت الأثار فوق أماكن كثيرة فوق أسطح المنازل وتحت الأشجار الكثيفة فظن أهل القرية أن خّيالاً محترفًا قرر أن يحير القرية بلغز مختلف، بيد أن أهل القرية وجدوا تكهناتهم هذه غير مبررة.
ولاحق محققون متحمسون الآثار قائلين “لو كانت لخّيال قدير لكان عليه ركوب الحصان لمسافة 40 ميلاً فى الثلوج الكثيفة إلا أن الأثار كانت تقترب من أبواب البيوت لتغير طريقها وتبتعد”.
وبعد مرور 8 أيام على الواقعة نشرت الصحف البريطانية القضية موضحة أن حدائق عديدة فى لمبستون شهدت مرور هذا المخلوق الغريب، وفى اليوم التالي ظهرت مجلة أخرى بها تقرير لكاهن أوضح أن المخلوق هو حيوان الكانجرو دون أن يتذكر أن الكانجرو أظافره غارزة.
وفى الثالث من مارس من العام نفسه أعلن ريتشارد أوين عالم الطبيعة المشهور أنذاك أن تلك الأثار لقوائم حيوان الغرير، حيث يظهر في تلك الليالي الكثير من الحيوانات بحثًا عن الطعام، بينما اعتقد آخرون أنها أثار الجرزان التي تخرج من جحورها لتحوم حول حقول البطاطا فتأكلها.
وضع جيفرى هاسهولد كتابًا جمع فيه كل ما يخص القضية قائلاً: “اعتقد أن مختبرًا في دافنبورت أطلق بالون اختبار فانفلت من عالقة وجر معه حبلاً فيه حلقتان تركت أثار في الثلج وفوق البيوت، وأضاف الكل كان على علم أن البالون دمر بعض المحميات والخيم والنوافذ حتى هبط في بلدة هونيتون”.
وإن كانت المعلومات مفيدة إلا أنها أثارت شكوك الكثيرين قائلين: إن كانت آثار البالون، فلما تدور حول القرى بدل أن تستمر في خط يكاد يكون مستقيمًا وفق هبوب الهواء الذي يحرك البالون.