بعد مرور 28 عامًا، كشف كبير أطباء الكرملين سابقا الأكاديمي يفجيني تشازوف الذي أرسلته روسيا خصيصًا في مهمة سرية للغاية لعلاج الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، عن أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يعاني من مرض في القلب، وأنه خلال فترة إقامته في مصر زار كلا من نائبي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وهما علي صبري وأنور السادات.
وخلال حوار أجرته معه فضائية «روسيا اليوم»، روى تشازوف كواليس وتفاصيل رحلة علاج عبد الناصر قائلا: «اتصل بي المسئولون السوفييت وأخبروني بأن الرئيس عبد الناصر في ضيافتنا وقالوا لي إنه سياسي مهم جدا بالنسبة لنا وهو شخص طيب».
طلب منا عبد الناصر أن يفحصه الأطباء السوفييت إنه يعاني من مشكلة في قدميه ويكاد لا يستطيع السير 1960 فحصناه، واكتشفنا أن مرضه ناجم عن إصابته في عروق القدمين وأوضحت أن علاجه لا يحتاج إلى عقاقير.
اقترحت عليه الذهاب إلى جورجيا، حيث يوجد بلدة بها ينابيع مائية معدنية حارة وكان عبد الناصر مستعد وأصررت بمجيئه للعلاج وبعد عدة أشهر اتصل بنا عبد الناصر وأبدى استعداده للمجئ للعلاج وبالفعل بدأ العلاج وتوصلنا إلى نتيجة لم أكن أتوقعها حيث شفيت العروق تماما، واستطاع أن يعود إلى طبيعته وقال لنا: شكرا أنتم أنقذتموني.
وفجأة بعد فترة طلب مني المسئولون السفر إلى مصر وطلبوا مني الحفاظ على السرية التامة في المهمة، وسافرت وكشفت على عبد الناصر وكانت حالته صعبة جدا وكان معه علي صبري وأنور السادات، أقمت في أحد الفنادق على النيل في جناح خاص لتحاشي اللقاء مع أحد لأن الزيارة كانت سرية للغاية.
كان عبد الناصر مصابا في عضلة القلب قلت له الشيء الأساسي للعلاج هو عليك أن تقلل من مجهوداتك وتنقلاتك، قال لي عبد الناصر: صعب لأن جدول أعمالي لا يسمح بعدم مزاولتي لمهامي.
واستطرد الطبيب الروسي: كان عبد الناصر مشغولا جدا بالنزاعات العربية، وأبدى اهتماما بي وبراحتي وكان نائباه يزوراني، وفي ذات مرة دعاني السادات لزيارة منزله وقدم لي الفودكا وصب لي الكأس وقال أنا أعرف التقاليد الروسية يجب أن نشرب في صحة أحب الناس إلى قلبي… إننا نشرب الآن في صحة الرئيس عبد الناصر.
سألني عن مدى نجاح العلاج للرئيس عبد الناصر قلت له إنني عالجت أكثر من شخص على مستوى العالم كانوا يعانون من نفس مرض عبد الناصر وهم يعملون الآن منذ 20 سنة وحالتهم طبيعية وبدأ الإعجاب على وجه السادات وقال: حقا 20 سنة قلت له نعم المهم اتباع إرشادات الطبيب بعدها عدت إلى روسيا وبعد أيام سمعت عن خبر وفاة عبد الناصر.