أصبح ضيفا غير مرغوب فيه بعد أن لفظه الأمريكيون وأصرَّ الأوروبيون على توقيفه. حل الضيف القادم من المستقبل ليتجاوز بكوكب الأرض مائة وخمسة وسبعين عاما من الزمن الذي جاء منه. ما القصة؟.
«إنه الضيف القادم من المستقبل».. بذلك التوصيف تصدر شاب اهتمام عشاق التحليلات والتنبؤات المستقبلية. بعد أن تحولت رسائله التحذيرية إلى فتيل أزمة كبيرة لن يكون ثمَّة حل لنزعه سوى أن يتراجع عن مواقفه التي طالت تداعياتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية كافة.
اعتاد متابعو ما يُوصف بالتنبؤات المستقبلية طريقين لا ثالث لهما لمطالعة تلك التنبؤات، الطرق الأول هو أقاويل العرافين التي يصادفها الصدق مرة وتحالفها الظنون أخرى فتبدو أمام البعض ذات أهمية وأمام آخرين مجرد دجل لا قيمة له، حيث يعتمد العرافون في سرد ما يصفونه «تنبؤات المستقبل» أن يتوقعوا ما سيحدث مستقبلاً بِناءً على ما لديهم من علمٍ حالي ويجدون سوقًا رائجةً لهم مع نهاية كل عام وبداية عام جديد يفتح الزمن فيه صفحة بيضاء يريد العرافون أن يكونوا أول من يخط فيها الأحداث بالتنبؤات.
أما الطريق الثاني لتحليل المستقبل وهو الأقرب إلى الآلية العلمية التي تتسق مع ما وصلته البشرية من تطور تقني وعلمي، فيقوم على دراسة علمية تربط بين المعطيات والأدلة والنتائج في تناول مختلف الأحداث وتقوم تلك التوقعات في المجالات كافة على آخر ما توصل إليه العلم الحديث بشأن مستقبل المهن والكرة الأرضية واقتصاد العالم. ويميل إلى تلك التوقعات العلماء والطبقات المثقفة والإعلاميون والخبراء.
لكن يبدو أن شاباً قرَّر أن ينتهج طريقًا ثالثاً في سرد تلك التوقعات بأسلوب سيترك سكان الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا قاب قوسين من سيناريوهات محيِّرة، الطريق الثالث في منهج توقعات ذلك الشاب الذي دأب على نشر اسمه مستعارا باسم «مسافر عبر الزمن» يقوم على أنه قادم من المستقبل ويروج لنفسه على أن عاش – وفق تصوره – في عام ألفين ومائة وثمانية وتسعين أي بعد مائة وخمسة وسبعين عاما من الآن.
يضع ذلك الشاب «المسافر عبر الزمن» تصوراً لحياته التي يعايشها في ذلك العام الذي «لم يأتِ بعد»، بحيث يعايش الحياة فيه بكل تفاصيلها. ورغم جرأة أطروحاته إلا أنه أصر على أن يظل مجهولا يضرم العالم بتوقعاته بينما اشتهر باسم مستعار.
أفردت صحيفة «ذا صن» البريطانية، مساحة لنشر توقعات ذلك الضيف غير المرغوب فيه لدى الدول التي خلفت سيناريوهات مثيرة للقلق بعد أن اعتبر أن سواحل الولايات المتحدة الأمريكية ستكون رهن إعصار لن يبقي منها ولن يذر، فضلا عن فيضانات ستجعل ناطحات السحاب الأمريكية مسكنا لأسماك البحر بمختلف أحجامها.
ذهبت توقعات ذلك المسافر عبر الزمن أيضا، إلى أن الإعصار الذي لم تتأهب له السلطات الأمريكية يضرب سواحل الولايات المتحدة في عام ألفين وتسعة وعشرين، وسيكون إعصارا غير مسبوق أما القارة العجوز فلن تسلم من توقعات مثيرة للقلق حيث يرى المسافر عبر الزمن أن لديه أدلة على أن عام ألفين وثلاثة وثلاثين سيحدث زلزال قوي في جنوب أوروبا تتراقص معه أبراجها السكنية، أما عام ألفين وستة وعشرين فسيشهد ارتفاعا في أمواج البحر في المحيط الأطلسي لتصل إلى مائتين وأربعين مترا.