قرر سياسي مصري كبير في وزارة الخارجية التضحية به لصالح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بعد طلب رسمي من السادات ووضع أوصافا لم تكن تنطبق إلا عليه.
بدأت قصته نحو القصر الجمهوري بطلب من الرئيس الراحل محمد أنور السادات وجهه رسميا إلى وزير الخارجية آنذاك إسماعيل فهمي.
كانت خلاصة الطلب الذي وجهه السادات إلى وزير الخارجية، أن مصر لديها نائب رئيس جمهورية هو محمد حسني مبارك الذي عينه السادات في ذلك المنصب.
السادات شدد على وزير الخارجية إسماعيل فهمي على أن نائبه وهو محمد حسني مبارك حديث عهد بالسياسة وأنه لا بد من اختيار مدير لمكتبه بمعايير خاصة من أفضل الكفاءات في وزارة الخارجية.
كان رد إسماعيل فهمي على الرئيس السادات أنه طلبه مجاب ولكنه سيضطر كوزير خارجية للتضحية وأن يختار أسامة الباز مدير مكتب وزير الخارجية.
قصة صعود أسامة الباز نحو القصر الجمهوري بدأت مع نائب رئيس الجمهورية محمد حسني مبارك وكانا يسافران لحل العديد من المشكلات وسافر الاثنان إلى الجزائر لحل إحدى الأزمات ومن هنا بدأت العلاقة تتوثق بين الجانبين، وفق رواية الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتب مبارك بشأن الباز.
أختير مبارك بعد رحيل السادات رئيسا للجمهورية، وكان لا بد للرئيس الجديد من مستشار سياسي، وكان المؤهل الأول تلك المهمة هو الدكتور أسامة الباز، تم تعيين الباز مستشار لمبارك بشروط أسامة الباز نفسه وليس بشروط مبارك.
كان أسامة الباز الوحيد الذي قبل العمل مع مبارك بشروطه وليس بشروط الرئيس الجديد، فكان لأسامة الباز الحق في الغياب والحضور كما يشاء دون أن يتعرض لمساءلة مبارك أو أي اعتراض منه.
كان مبارك يقدر لأسامة الباز تاريخه الكبير بالعمل في مقتبل حياته المهنية في النيابة العامة ثم تعيينه بعد ذلك في وزارة الخارجية المصرية وبذل جهودا كبيرة في إدارة العديد من الملفات الشائكة.
ظل مبارك يقدر لأسامة الباز عمله مع الضباط الأحرار وكتابته منشورات ثورة يوليو، فضلا عن امتلاك الباز شبكة علاقات قوية جدا على المستوى الإقليمي والدولي.
تولى أسامة الباز العديد من المناصب الهامة ونجح في إنجاز جميع التكليفات التي أسندت إليه، فكان أحد وكلاء معهد الدراسات الدبلوماسية، ثم وزيراً مفوضاً بمكتب وزير الخارجية.
انتدب أسامة الباز للعمل مستشاراً سياسياً لمبارك وفت أن كان مبارك نائبا لرئيس الجمهورية، وذلك بجانب عمله الرسمي بوزارة الخارجية.
تم ترقية أسامة الباز بشكل استثنائي إلى درجة سفير ثم إلى درجة سفير ممتاز بمناسبة تعيينه وكيلاً أول لوزارة الخارجية ومديراً لمكتب رئيس الجمهورية للشئون السياسية، وباشر العديد من الملفات السرية بأمر مباشر من الرئيس محمد حسني مبارك.
نال أسامة الباز قدرة فائقة في التعامل مع الأزمات الطارئة وقال عنه أحد السياسيين الأجانب: «إن أسامة الباز يمكنه إقناع أي شخص بما يريده» وحمل لقب «عميد الدبلوماسية المصرية».