قارئ بيان حافظ الأسد..مالا تعرفه عن أجرأ مذيع سوري

كيف أصبح أجرأ مذيع في سوريا؟ .. وبأي طريقة تصرف قارئ بيان حافظ الأسد حينما رفض زميله قراءته على الهواء؟ وهل تجرأت إدارة القناة على معاقبته؟

أجرأ مذيع

إنه أجرأ المذيعين السوريين على الإطلاق .. محمد قطان.. ومَن مِن السوريين لا يعرف محمد قطان والذي ارتبط اسمه ومسيرته العملية بحزب البعث السوري وكان أول من قرأ بيان حافظ الأسد.. فهل كان ذلك المذيع على تنسيث مسبق مع الأسد الأب؟

في عام ألف وتسعمائة وسبعين كان سوريا على موعد مع انقلاب كبير قاده حافظ الأسد على “صلاح جديد” ورئيس الجمهورية “نور الدين الأتاسي” عرف ذلك الانقلاب باسم ” الحركة التصحيحية بحزب البعث”.

القوات تحمل البيان للتلفزيون

أصدر حافظ الأسد البيان الأول للحركة التصحيحية وكان لا بد أن يتم نشر ذلك البيان في التلفزيون الرسمي؛ وذلك بهدف أن يكتسب البيان الشرعية السياسية في الشارع السوري.. فمن دون تلاوة البيان سريعا ووصوله إلى الشعب لن تصل الحركة التصحيحية إلى الشعب.

لماذا رفض مهران يوسف

إنه المذيع الأجراء في تاريخ سوريا “محمد قطان”.. والذي تزامن وجوده في التلفزيون السوري حينذاك، مع صدور بيان الحركة التصحيحية.. حينما وصل البيان من القوات السورية إلى التلفزيون السوري.

كان المذيع المتواجد وقتها هو “مهران يوسف”مهران يوسف كان هو المذيع الموجود في التلفزيون السوري واعتبر يوسف أن تلاوته بيانا مثل ذلك سينال من تاريخه لأن البيان ببساطة كان انقلابا بالمعنى الحرفي للكلمة.. لكن كان في ذات التوقيت داخل المحطة يتواجد مذيع الأسد “محمد قطان” الذي تقدم التنقيذ المهمة.

مواجهة غير محسوبة العواقب

فوجئ السوريون بصوت محمد قطان يتلو عليهم البيان الأول للحركة التصحيحية أو كما يحلو للمعارضين تسميته “انقلاب الأسد”.

وحينما انتهى قطان من تلاوة البيان أصبحت قياداته الإعلامية في حالة ارتباك تام.. لم يكن مسؤولو الإعلام السوري وقتها يريدون الدخول في مواجهة غير محسوبة العواقب فقبل وصول حافظ الأسد إلى كرسي الحكم لم يكن أحد من السوررين يعلم نتيجة انقلابه.

قرأ قطان البيان من دون الرجوع إلى إدارة التلفزيون.. وما أن انتهى منه حتى اقترب منه زميل له ينظر إليه نظرة غضب ويسأله: ماذا فعلت يا قطان؟ هل كنت مدركا للنص الذي تقرأه؟ وهل تعلم مصيرك بعد قراءة ذلك البيان؟

في تلك اللحظة أعلن قطان أمام جميع زملائه أنه بعثي بامتيار وكان رده عليه: إن ذلك كان واجبي باعتباري بعثيا.. وقد قمت بتأدية واجبي.. انتهت الحركة التصحيحة وكان على قطان أن ينتظر المكافأة من حافظ الأسد مقابل الولاء لحزب البعث ليتم تعيينه مديرا للإذاعة والتلفزيون ومؤسسة الإعلام ومحاضرا في جامعة دمشق..

Exit mobile version