قصة أم الشوايل التي تحولت إلى معجزة بعد أن عاشت ببئر الثعابين 40 يوما

 

ألقاها والدها في بئر الثعابين أربعين يوما وأطعمتها فيه الملائكة.. إنها أم الشوايل التي تحولت حياتها إلى معجزة..
كيف عاشت هذه الفتاة في بئر تسكنه الثعابين أربعين يوما ومن كان يطعمها ويسقيها ويحميها من عوامل الجو؟

أم الشوايل السودانية.. بطلة لواحدة من أشد القصص غرابة ونموذج عملي لنوع فريد من الصبر.. فقد كان والدها
هو الشخص الذي استهدفها فأتاها الخطر من مصدر الأمن.. بدأت مأساة أم الشوايل برحيل والدتها عن الدنيا ومعها
رحيلها رحل عنها الإحساس بالأمان.. فلقد حلت محل والدتها في البيت سيدة اختارها الوالد شريكة عمر له.. وبدأت
تعامل هذه الابنة المسكينة معاملة في منتهى القسوة ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب.. فهناك في قرية “سودري”
النائية كانت أم الشوايل تعمل في رعي الأغنام.. وليتها ما عملت في هذه المهنة..

أزمة ضياع الأغنام

في أحد الأيام ضاع من هذه الفتاة أثناء عملها بالرعي أربعة أغنام من أغنام والدها.. سيطر الغضب على الوالد الذي كان
دائما يلقي أذنه لشريكة عمره الجديدة.. وقرر أن يعاقب ابنته المسكينة بأن خيرها بين أمرين وهما إما أن يهني حياتها لتلحق
بوالدتها أو أن يلقيها في بئر الثعابين خارج القرية.. علمت الفتاة بأن الخيارين كلاهما مر واختارت البئر الذي كان احتمال
الخطر فيه قائما وإن كان بالنسبة لها أقل خطورة من إنهاء الحياة.

محاولة للتوسل والمقاومة

ذهب الوالد الذي انعدمت من قلبه الرحمة بابنته التي ظنت أنه ربما كان يريد أن يعاقبها أو يؤدبها بتلك الإنذارات لكنه كان قد
عقد العزم وبيَّت النية على التخلص منها .. بدأت تمسك بجلباب تتوسل إليه بقولها: يا أبي أنا ابنتك وأنا على استعداد لكي أصلح الأمر.. إنني مستعدة لتعويض الأغنام التي أضعتها.. لكن الظلم كان قد بلغ مداه بالوالد..

قلب لا يعرف الرحمة

أمسك الوالد بابنته ولم تنجح مقاومتها وتوسلاتها إليه أمام قلبه المتحجر.. لم يفلح ضعف الفتاة للسيطرة على قوة الوالد ولم تكن أزمتها في إلقائها في البئر فقط.. إن مجرد النظر في ذلك البئر يجلب الخوف فمال بال إنسان سيٌلقى فيه من دون أية أدوات حماية أو وسائل تأمين.. إن أصوات الخفافيش وفحيح الأفاعي ظاهر لمن يلقي بسمعه من سطح البئر.

الوالد أراد أمرا ولله تدبير آخر

فوجئت أم الشوايل بنفسها في ذلك البئر المخيف بين الحياة والرحيل عنها.. يغلبها البكاء أحيانا وأخرى تفقد القدرة حتى على البكاء.. يسيطر عليها العطش ليلا فتمد كفها إلى قطرات من الماء المتجمعة تشربها بكفها دون أن تفكر في مستوى نقاء الماء أو صلاحيته.. وقيل بأن الملائكة كانت تطعمها.. لكن يبدو أن الوالد الظالم أراد أمرا وأراد الله أمرا آخر.. فجأة مرَّ راعي أغنام قرب البئر وسمع بكاء الفتاة فناداها من أعلى البئر يقول: هل هذا صوت إنس أم جان؟

أيام الفزع والخوف

ردَّت عليه الفتاة وصوته بالكاد يخرج من فمها بعد أربعين يوما من الخطر.. فأسرع راعي الأغنام وأحضر رجال الأنقاذ لتعود أم الشوايل إلى الحياة من جديد.. لكنها خضعت لفترة استشفاء من حالة الفزع التي عاشتها حيث أكل النمل ملابسها وسكن عقربان شعرها.. وأخيرا تنفست هواء الدنيا بعد أن اقتربت من وداعها
فهل تعتقد أن شريكة عمر والد أم الشوايل الجديدة كان لها دور في عقابها بتلك الطريقة؟

Exit mobile version