قصة أم جميل زوجة أبو لهب مع بنات النبي وكيف أصابت عدوة النبي ابنها؟

بالرغم من ان عبد العزي بن عبد المطلب والمعروف بكنيته أبو لهب وزوجته أم جميل العوراء كانا من أقرب الناس لسيدنا محمد قبل البعثة ..فأبو لهب عم ﷺ، وهو الذي أعتق جاريته ثويبة لَمَّا بشَّرته بميلاد ابن أخيه محمد ﷺ فرحًا به، كما تزوج ولديه عتبه وعتيبه ابنتي الرسول ( رقية وأم كلثوم)، لكن بعد البعثة اختلف الامر، فماذا دبرت أم جميل لإبنتي الرسول وماذا فعلت عندما نزلت فيها وزوجها سورة المسد؟سنعرف ذلك في التقرير التالي:

فبعد بعثة الرسول ختم الله علي قلب أبو لهب وزوجته اللذين كانا يسكنان في بيت مجاور للنبي محمد هو وزوجته، فلم يراعيا حقًّا للقرابة والجوار، حيث لم يكتفِ بتخاذله عن نُصْرَةِ ابن أخيه وحمايته، بل عاداه وحاربه واجتهد في صَدِّ الناس عنه.

وكانت زوجته أم جميل العوراء تحمل الشَّوك في الليل وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم الذي يسلك منه إلى بيته ليجرح قدميه.

كما كانت امرأة سليطة تبسط فيه لسانها، وتطيل عليه الافتراء والدس، وتُؤَجِّج نار الفتنة.، فذهبت لولديها وقالت لهم
رأسي برأسيكما حرام إن لم تطلقا بنتي محمد، فلم يكن لهما إلا الرضوخ لها، فقاما بتطليق بنتي الرسول أم كلثوم ورقية، ولم يكتفيا بذلك بل قال عتيبة: لأذهبن إلى محمد وأوذيه فذهب إليه قبل خروجه إلى الشام فقال: يا محمد أنا كافر بالنجم إذا هوى وبالذي دنا فتدلى، ثم بصق أمام الرسول ورد عليه ابنته وطلقها، فقال الرسول من شدة حزنه: اللهم سلط عليه كلباً من كلابك، وكان أبو طالب عمه حاضراً فقال: ما كان أغناك يا ابن أخي عن هذه الدعوة.

ثم عاد عتيبة إلى أبي لهب وأخبره ثم خرجوا إلى الشام فنزلوا منزلاً، فأشرف عليهم راهب من الدير وقال: إن هذه أرض مسبعة، فقال أبو لهب لأصحابه: أغيثونا يا معشر قريش هذه الليلة فإني أخاف على ابني عتيبة من دعوة محمد. فجمعوا جمالهم وأناخوها حولهم وأحدقوا بعتيبة، فجاء السبع يتشمم وجوههم حتى ضرب عتيبة فأنهى حياته.

وظل ابو لهب من أشدِّ الناس عداوة للنبي وقد بلغ من أمر أبي لهب أنه كان يتبع الرسول الكريم في الأسواق، والمجامع، ومواسم الحج ويكذِّبه، حتي نزلت فيهما هو وزوجته سورة المسد.

ولما سمعت امرأة أبي لهب (أم جميل العوراء ما نزل فيها وزوجها من القرآن أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفي يدها فهر (أي : بمقدار ملء الكف) من حجارة فلما وقفت عليه أخذ الله بصرها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا ترى إلا أبا بكر ، فقالت : يا أبا بكر ! أين صاحبك ؟ قد بلغني أنه يهجوني .

والله لو وجدته لضربته بهذا الفهر، والله إني لشاعرة ، ثم قالت : مذمما عصينا . وأمره أبينا . ثم انصرفت ، فقال أبو بكر : يا رسول الله أما تراها رأتك ؟ قال : ما رأتني، لقد أخذ الله بصرها عني.

ولأن الله سبحانه وتعالي علمه أزلي يبين لنا مرة أخرى أن القرآن هو كلام الله وكلام الحق فكان كما أخبر عز وجل .. إذ بعد نزول هذه السورة كان من الممكن أن يؤمن ويسلم أبو لهب كما آمن وأسلم كثير من الكفار والمشركين مثله فيعارض بذلك القرآن الكريم،ولكن ذلك لم يحد.

بل ظل أبو لهب طيلة حياته وهو كافر(حيث عاش 10سنوات بعد السورة الكريمة) مشركا عدوا للرسول صلى الله عليه وسلم وللحق الذي جاء به.

Exit mobile version