عندما يأتي ذكر المصيف، دائمًا يأتي في ذهنك صوت تصادم الأمواج المتلاحقة، التي تداعب الشاطئ برفق تارة وبعنف تارة أخرى فتيات تسرن على الرمال مرتدين الـمايوهات.
دائمًا ما نرى المايوهات على الشواطئ، ولكن هل جال في ذهنك في إحدى المرات متى ظهر المايوه أو «البكيني» لمرة الأولى؟ إذا كنت شغوفًا لمعرفة الإجابة، فعليك مشاهدة الفيديو الآتي:
بدأت الحكاية عام 1946 وتحديدًا أثناء الحروب الأمريكية، وفى هذا التوقيت كانت هناك أزمة عالمية في صناعة النسيج.
كان النساء في تلك الفترة يرتدين الملابس المصنوعة من الصوف أو ما شابه من المواد الثقيلة، والتي يزداد وزنها بشكل كبير في الماء.
من هنا جاء فكر مهندس الميكانيكا ومصمم الأزياء الفرنسي «لويس ريارد» أن يصمم شكل جديد لملابس السباحة ولا يستخدم فيه سوى كمية بسيطة جدًا من الأقمشة، مستغلًا الازمة الأمريكية لتتقبل تلك الفكرة.
بعد عمليات عدة من الأشكال، جاء الشكل الذي اختاره مصمم الأزياء الفرنسي «لويس ريارد» وكان عبارة القطعة العلوية التي تتمثل في حمالة صدر عادية مصنوعة من خامات أقمشة خفيفة.
أما القطعة السفلية فعبارة عن مثلثان مقلوبان موصولان بسلسة بسيطة مصنوعة من القماش أيضًا، ونظرًا لحجم البكيني الصغير جدًا وتزامننًا مع تصنيع الأسلحة النووية في أمريكا قبيل بدء عرض التصميم تم تسمية البكيني بـ «Atom» أو «الذرة» نسبة لصغر الحجم.
في البداية حينما حاول «لويس» عرض البكيني على عدد من النساء ليظهرن به، رفضن ارتدائه لأنه سيكشف معظم أجزاء الجسم تقريبًا، لكن في 5 يوليو 1946 وأثناء تواجده في «كازينو باريس» رأى هناك راقصة تدعى «Micheline Bernardini»، عرض عليها التصميم ولم تمانع في ارتدائه.
وبالفعل ارتدت Bernardini المايوه وتم التقاط مجموعة من الصور لها، وطُبعت على صفحات الجرائد وأثارت ضجة كبيرة في فرنسا.
كانت البداية من «الكنيسة» عندما أبدت صدمتها وعدد من الجهات الحكومية رأت أن التصميم يريد فضح النساء فقط، لكن تلقي الجريدة أكثر من 50 ألف خطاب من المعجبين بالتصميم قلب الوضع رأسًا على عقب وبدأ الإقبال على ارتداء البكيني.
منذ أن ظهر للمرة الأولى في فرنسا بدأ البكيني أن ينتشر في فرنسا شيئًا فشيء، لكن الوضع في أمريكا كان مختلفًا.
فقد بدأ «البكيني» بالظهور بصورة كبيرة هناك في فترة الستينيات، وساعد في انتشاره بين النساء مجموعة الأفلام السينمائية التي ظهرت فيها النجمات وهي مرتدية البكيني مثل فيلم «بكيني بيتش» للنجمة «أنيت فونيسيلو» عام 1964.