لأن الجراح تتجه شرقا، ظل اللاجيء السوري حسان القنطار عالقا في مطار كوالالمبور ليعيش تجربة قاسية بعد أن رفضته كل البلاد، وأغلقت كل الابواب في وجهه.. عن قصته وكيف عاش ؟ وأي البلاد أعطته تأشيرة دخول؟ نوضح لكم في التالي:
معاناة طويلة عاشها السوري حسان القنطار، فبعد ما يقارب الخمس سنوات على انتشار قصته عالميا، عاد اللاجئ السوري حسان القنطار إلى الواجهة مجددا ولكن هذه المرة من “بوابة” كندا العريضة التي أسقطت عنه صفة اللاجئ ومنحته جنسيتها وليتحقق حلمه بعد معاناة طويلة.
في لقاء عبر برنامج “The Early Edition” الإذاعي، التابع لهيئة البث الكندية “سي بي سي”، قبل مراسم الحصول على الجنسية.
قال حسان : “أنا اليوم حسان الكندي وأتمنى لكل اللاجئين في المخيمات وكل أولئك الذين يحلمون بالحرية في وجه الديكتاتوريين أن ينعموا بما أشعر به اليوم”.
المصير المجهول
وكان القنطار يعمل مديرا للتسويق لدى شركة تأمين في الإمارات، إلا أن مصيره أصبح مجهولا بعد اندلاع الأزمة السورية، ورفض السلطات تجديد إقامته.
وذكر إنه إذا عاد إلى وطنه فإنه كان سيجبر على الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية ، لذا قرر المكوث في الإمارات بشكل غير قانوني حتى ألقي القبض عليه في عام 2017 وأرسل إلى ماليزيا.
عالق في المطار
اللاجئ السوري حسان القنطار، تصدر عناوين الصحف في عام 2018، والذي بقي عالقاً عام 2017 لسبعة أشهر في مطار كوالالمبور بماليزيا.
ويقول عن قصته إنه “وصل إلى ماليزيا وعاش فيها 4 أشهر، وحين حاول مغادرتها إلى الإكوادور، منعته شركة الطيران التركية من ذلك”.
ويقول القنطار “بعد ذلك بأسبوع، سافرت إلى كامبوديا، لكنها لم تسمح بدخولي وأعادتني إلى ماليزيا، ولأنني كنتُ أقمت شهراً إضافياً فيها قبل ذلك، رفضت ماليزيا أيضاً دخولي، ومنعتُ من المغادرة إلى دولة أخرى باستثناء سوريا لأنني كنتُ مُبعداً من كامبوديا”.
ويتابع القنطار سرد حكايته قائلاً : “لم تكن رحلتي إلى ماليزيا قد خطط لها مسبقاً، بل لأنها تمنح السوريين تأشيرة لثلاثة أشهر بمجرد الوصول إلى مطاراتها”.
قضية رأي عام
ويبدو أن القنطار قد تأقلم مع حياته في منطقة الترانزيت بمطار كوالالمبور، وتحولت قصته إلى قضية رأي عام بعدما بدأ بسردها على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال فيديوهات كان يبثها باللغتين العربية والإنجليزية، الأمر الذي أدى لتضامن الآخرين معه.
ويوضح القنطار “كنتُ أستحمّ في حمامات ذوي الاحتياجات الخاصة آخر الليل، وكانت شركة الطيران تقدّم لي ثلاث وجبات من الطعام يومياً، وكنتُ أنام تحت السلالم أو على الكراسي، بينما ملابسي كان يغسلها أحد عمال النظافة في المطار ببيته مقابل المال”.
وعن حياته كعالق في المطار يقول : “الحياة بمنطقة الترانزيت صعبة، وكنتُ أبدأ يومي بالتواصل مع الآخرين، خصوصاً بعدما تعرفت إلى محامين كنديين، لأجد طريقة للخروج منها، هذه كانت المشكلة الأساسية”.
ورغم وصول القنطار إلى كندا بمساعدة من ناشطة كندية تدافع عن حقوق اللاجئين، فإنه يرفض ذكر أسماء الصحافيين الذين عملوا على مساعدته في بداية الأمر.
وتضامن كثيرون مع القنطار خلال وجوده بمنطقة الترانزيت، حتي حصل علي تأشيرة دخول لكندا وبعد خمس سنوات حصل علي الجنسية الكندية.
The terminal
قصة حسان ومعاناته تذكرنا بقصة مهران ناصري فمنذ 26 أغسطس 1988 حتى عام 1999 عاش في مطار شارل ديجول، وعمل في وظائف عديدة بالقرب من المطار وأصبح يعرف باسم السير ألفريد.
وجذبت قصته انتباه وسائل الإعلام الدولية ولفتت انتباه الممثل والمخرج ستيفن سبيلبررج، الذي أخرج فيلم The Terminal، بطولة توم هانكس وكاثرين زيتا جونز.