هل يمكنك تخيل شخص يبيع أحد عجائب الدنيا السبع “تاج محل”؟ إنه أمر لا يصدق، أليس كذلك؟ ولكن هل تتصور أنه لم يقوم بعملية البيع مرة واحدة، ولا مرتين، ولكن ثلاث مرات للأجانب.. ليس فقط تاج محل، فقد باع القلعة الحمراء أحد أهم قلاع الهند مرتين، والقصر الرئاسي مرة واحدة وحتى البرلمان الهندي، حتى أن السينما الهندية قدمت عنه فيلمين أحدهما بطولة أميتاب باتشان، ما هي حكاية أكبر نصاب في العالم؟
ناتوارلال أو كومار سريفاستافا، هو رجلًا هنديًا محتالًا، ويعتبر واحدًا من أكثر الفنانين المحتالين في كل العصور، لقد مارس تقريبًا جميع أنواع الاحتيال، بل وقام بتنظيم العديد من عمليات الهروب من السجن، حتى أنه باع تاج محل والقلعة الحمراء ووالقصر الرئاسي في الهند.
ناتوارلال واحد من أشهر الأسماء في الثقافة الهندية، بل يتندر الهنود أحياناً بتسمية أي شخص يحاول التذاكي أو إظهار البراعة باسمه، وتصل سيرته في أعمال الاحتيال إلى حد الوصف الأسطوري.
بدأ ناتوارلال في تزوير الشيكات في سن مبكرة قبل تزوير المستندات ثم القيام بعمليات الاحتيال المعقدة، لقد خدع العشرات من أصحاب المحلات، وصائغي المجوهرات، والمصرفيين، والأجانب.
واعتاد ناتوارلال أن يتقمص شخصية مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الهندية، وبحسب العديد من المصادر استطاع إقناع أحد السياح الأثرياء أن بإمكانه أن يبيع له الأثر الهندي الشهير “تاج محل”، ولم يقم بهذا مرة واحدة فقط، بل أشيع أنه باعه عدة مرات لأثرياء مهووسين بالثقافة الهندية.
وليس “تاج محل” فقط الذي استطاع أن يبيعه، فقد باع لبعض الغافلين القصر الرئاسي الرسمي في دلهي، والمعروف باسم “راشتراباتي بهوان”.
من أجل خداع الناس استخدم “ناتوارلال” أكثر من 50 اسمًا في انتحال الهوية، وكان محترفًا في تزوير التوقيعات، حتى أنه زور توقيع رئيس الوزراء الهندي لبيع نصب تذكاري، كما قام بخداع العديد من أصحاب المتاجر، وكان مطلوبا في أكثر من 100 قضية شرطة في 8 ولايات، وحُكم عليه بالسجن 113 عاما، لكنه قضى بالكاد 20 عامًا في السجن.
تم اعتقاله تسع مرات وفي كل مرة تمكن من خداع حراسه، في إحدى الحوادث، هرب من السجن بارتداء زي مفتش الشرطة بعد سرقة زي ضابط الشرطة، وتمكن من فتح باب السجن برشوة حارس زنزانته، ثم استقل سيارة أجرة واختفى.
ونسجت حول “ناتوارلال”، العديد من الأساطير أشيع عنه أنه بمثابة “روبين هود” الهندي الذي كان يسرق من الأثرياء ليعطي الفقراء.
نتيجة لأعمال غير القانونية، قضى “كومار” عقدين من الزمان في السجن وهرب عام 1996 عن عمر يناهز 84 عامًا، أحبه القرويون وأرادوا نصب تمثاله في القرية بعد رحيله عن الحياة.
ناتوارلال هو أحد أساطير الاحتيال فلا يذكر التاريخ أحد نجح فى بيع أحد عجائب الدنيا السبع، ولا ينافسه سوى “فيكتور لاستينج” والذي نجح فى بيع برج إيفل مرتين، حيث رجلاً جذاباً، له شخصية ساحرة، واستطاع التحدث بخمس لغات، سافر حول العالم، ومارس أعمال الاحتيال في أمريكا، وارتحل إلى باريس في أوائل العشرينيات.. ماهي أقوى عملية احتيال شاهدتها؟