ظل غامضا ومهجورا لسنوات عديدة، لا يسمع عنه خبرا، يقف ثابتا ويناطح سحاب السماء، يبدو هادئا من الخارج ولكن داخله يشوبه الغموض إلى أن أعلن عن نفسه بطريقة زادت من غرابته وغموضه، ففي جنح الليل وبشكل مفاجئ تبدد الظلام واستبدل بضوء ألسنة السعير التي وصلت عنان السماء، مشهد حبس الأنفاس وزلزل النفوس، قلق كبير عاشه المواطنون الذين كانوا على بعد خطوات من نهايتهم، مشهد وكأنه من فيلم سينمائي..فما القصة ما السر وراء برج الزمالك المهجور؟ وما علاقة الرئيس السادات بالبرج؟
احتدم سعير داخل عدة طوابق داخل فندق شهير داخل حي الزمالك بالقاهرة، حيث تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة، بلاغا باحتدام السعير، وخلال دقائق تم الدفع بعشرة من سيارات الإطفاء للسيطرة على الوضع.
حيث تفاجأ سكان حي الزمالك وهو من الأحياء الراقية بالعاصمة المصرية القاهرة، بألسنة السعير تخرج من المبني المهجور لتسبب حالة من الفزع والخوف لدى المواطنين، مما دعاهم للابلاغ الفوري عن الواقعة.
وتداول بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي تغريدات عما حدث، حيث طالب عدد من سكان منطقة الزمالك، بضرورة إزالة البرج منعا لتكرار تلك الحوادث، ومن بينهم المصرفي المعروف هشام عز العرب، والذ قال في تغريدة على حسابه الشخصي على تويتر: “الحادث الرهيب اللي حصل في برج فودة (الزمالك) المخالف، هو إشارة واضحة للحي لازالته وخاصة عدم وجود أي وسائل آمان، نحمد ربنا أن عشرات سيارات المطافي وبأقل إمكانيات، تمكنت من السيطرة على الأدوار (٤٥)، مطلوب من الدولة إزالته فورا على حساب الملاك قبل وقوع مصيبة أكبر”.
وبرج فودة من أكبر أبراج القاهرة، بني ليكون فندقا من 50 طابق وشجع الرئيس المصري أنور السادات على بنائه، فلماذا أصبح مهجورا؟ وهل تكون الحريق نهاية البرج الذي بقي مغلقا ل22 عاما؟
ظهرت إشاعات كثيرة عن برج الزمالك الغامض، والذي يعد أعلى مبنى في القاهرة، بعضها من خالد فوده مالك البرج الذي أكد أن هذا المبنى كان واحدا من أحلام الرئيس السادات، حيث خطط السادات لمشروع “مانهاتن الجديدة في مصر”، هو عبارة عن مجموعة من ناطحات السحاب التي تخيّل الرئيس أنور السادات تنصيبها في جزيرة الزمالك وسط النيل، للدلالة على مكانة القاهرة في الساحة الدولية ولكن أغلق هذا الملف مع رحيلة في 1981، وبعضها من “محمد عبد المنعم” وكيل أعمال شركات فودة المالكة للمشروع، الذي اتهم شخصيات نافذه في عهد الرئيس السابق مبارك بعرقلة المشروع.
ويتكون البرج من 50 طابقا، ولكنه إلى الآن لم يعمل رغم محاولات مالكه، حيث ترفض محافظة القاهرة الترخيص له بالعمل بسبب عدم وجود جراج خاص بالفندق، رغم أن رخصة البناء عام 1972 لم تشترط بناء جراج، وكانت الشوارع اقل ازدحاما مما هي عليه الان.
وتعد جميع طوابق الفندق مهجورة إلا الدور الأول منها فقط حيث يرتاد عليها مجموعة من العاملين بالفندق منذ سنوات في انتظار أن يعمل ولكن دون جدوى، ولا يجرؤ أحدهم الصعود إلى الطوابق العليا من الفندق.
ويقول ملاك المشروع أنهم عرضوا على محافظة القاهرة أربعة مقترحات لبناء جراجات، واحد منها أسفل نادى الجزيرة، وآخر تحت فيلا مجاورة، وثالث تحت شارع حسن صبري، ورابع تحت الأرض في الجزء المهمل من حديقة الأسماك المجاورة، ولكن طلباتهم لقت تجاهل، بينما يؤكد مسئولو محافظة القاهرة، أن وجود فندق بهذا الحجم دون جراج، سوف يسبب أزمة كبيرة وتكدسات مرورية، لا يمكن حلها خاصة أنه يتوسط منطقة لا تستوعب أي سيارات خاصة، مؤكدة أن الحل الوحيد هو انشاء جراج داخل الفندق نظرا لبعد الأماكن المقترحة لإنشاء جراج خارجه، في إشارة من المحافظة للمقترحات التي قدمت لحل الأزمة، وهو امر صعب يتعارض مع تصميم الفندق الحالي.