أنشئت جماعة “الأربعين فيلاً” النسائية في سبعينيات القرن الـ19 عندما نظمت مجموعة من النساء اللصوص أنفسهنّ في مجموعة واحدة من أجل إخراج أنفسهن من سيطرة وهيمنة جماعة “الفيلا والقلعة” التي يهيمن عليها الذكور في لندن ،واستطاعوا بذكاءهم الشديد إيجاد حيل للسرقة لم تكن موجودة من قبل ، فما حكايتهن وما الذي حدث لهن ، سأحكي لكم في التالي:
كانت جماعة “الفيلا والقلعة” تتخذ من النساء شريكات لهنّ، لكنهم كانوا يعطون النساء أرباحاً قليلة جداً مقارنة بحجم السرقات، كان من بين تلك النساء امرأة تدعى “ماري كار” وهي لصة خبيرة، قامت بتأسيس جماعة “الأربعين فيلاً”، ونصّبت نفسها ملكة عليهن.
ماري كير، ملكة الجماعة ، كانت خبيرة في سرقة البضائع ومن ثم إعادة بيعها إلى أطراف ثالثة للحصول على الأموال، لم يكن هدف الجماعة قط الاحتفاظ بالأشياء التي سرقوها وإنما أن يصبحن أثرياء.
حصلن على معظم بضائعهن من خلال سرقة وإغواء وابتزاز الرجال المؤثرين، وشق طريقهن إلى وظائف كخادمات، من أجل نهب المنازل التي يعملن فيها.
ركزت الجماعة بشكل أساسي على سرقة الأحجار الكريمة والمجوهرات والفراء وعناصر الموضة، ومن خلال الأموال التي جنينها من خلال إعادة البيع، قمن بشراء أشياء أكثر تكلفة لأنفسهن، إذ كان قانونهنّ الأساسي هو عدم ارتداء أي شيء يسرقنه مهما كان السبب.
كانت خدعة العلكة من أكثر خدع الجماعة “الأربعين فيلاً” المفضلة، فبعد أن دخلت أمريكا الحرب العالمية الأولى في عام 1917 أصبحت العلكة رائجة جداً في بريطانيا وكانت النساء يتجولن في المتاجر ويمضغنها بتباهٍ.
وعندما تدخل إحدى نساء الجماعة إلى محل مجوهرات فتطلب رؤية مجموعة متنوعة من الحلقات، ومن ثم تخرج العلكة من فمها وتلصق إحدى الحلقات فيها وتلصقها في مكان ما، وإذا فتشها المحققون، فلن يكون لديها أي شيء يدينها.
في هذه الأثناء تدخل فتاة أخرى من الجماعة وتقوم بأخذ الحلقة وهي خارجة من المكان.
منع قانون الأعضاء الذي أنشأته رئيسة الجماعة الجديدة دايموند من فعل أي شيء ضد رغباتها وضمن ذلك الزواج برجال لم توافق عليهم.
عندما تحدتها إحدى الأعضاء ماري بريتن في عام 1925، قادت دايموند الجماعة في هجوم وحشي ضدها وضد زوجها من أجل تخريب حفل الزفاف ونتج عنها ما يعرف بمعركة لامبث، مما أدى إلى تدخل قوات الشرطة وإلقاء القبض عليها، ومن ثم الحكم عليها بالحبس 18 شهراً.
أثناء وجود دايموند بالحبس، استولت ملكة جديدة على الجماعة، وهي “السائقة المتهورة” ليليان روز كيندال.
وعند خروج أليس دايموند من السجن لم تجد مكاناً لها في الجماعة مجدداً، فتحولت إلى إدارة “بيت البغاء” في لامبث لعدة سنوات حتى تقاعدها.
وخلال الحرب العالمية الثانية، رفضت دايموند إجلاءها من لندن، وتوفيت عام 1952، عن عمر يناهز 55 عاماً
أما الجماعة فقد تولتها لاحقاً شيرلي بيتس التي خففت كثيراً من عمليات الجماعة وبقيت ملكة عليها حتى وفاتها في العام 1992، لتصبح بذلك جماعة “الأربعين فيلاً” النسائية واحدة من أكثر الجماعات عمراً في العالم، وأكثرها نجاحاً في عالم الإجرام.