ظلام دامس ولا شئ آخر ، لا تدري إن كنت حيا أو رحلت للعالم الآخر، أصوت غريبة لا تعرف مصدره ، هل هو صوت قلبك أم قلب آخر أكبر وأضخم، جسدك محاط بمواد لزجة تضغط ضلوعك، أفكارك تتأرجح في مساحة غامضة بين الوعي واللاوعي، لابد أن هذا هو ما حدث مع جيمس باترلي الرجل الذي فتح عينيه ليجد نفسه داخل حوت.. نعم حوت !! تظن أن ذلك هو الأسوأ
تابعنا في هذا التقرير لتتعرف على قصته المثيرة .
جميعنا نعرف قصة النبي يونس الذي بعث في أهل نينوي بالعراق وحين يئس منهم قرر أن يتركهم ويهاجر فابتلعه الحوت ، ثم نجا وخرج سالما بعد أن تاب الله عليه .
هذه القصة تكررت في العصر الحديث مع صياد إسباني يدعى ويجي ماركس، ففي عام 2015 اضطر لمواجهة حوت ضخم وانتهى الأمر بان ابتلعه الحوت وبقي في بطنه لمدة ثلاثة أيام بحسب ما حكى لأصدقائه . أصدقائه لم يصدقوه ، فلا احد رآه والحوت يبتلعه ولا أحد شاهده عندما نجا وخرج من بطن الحوت .
هناك قصةٌ أخرى مشهورةٌ وهي قصة بحار يدعى جيمس بارتلي أو ما يطلق عليه البعض يونس العصر الحديث. تروي القصة أنه في 1981 ابتلع حوت ضخم جيمس باترلي، إلا أنه تم العثور على الرجل حياً داخل معدته بعد أن مات الحوت.
وقد تم تداول هذه القصة على نطاقٍ واسعٍ في الإعلام البريطاني والأمريكي ،حيث كتبت إحدى الصحف البريطانية إنقاذ يونس العصر الحديث.
وكان السيد بارتلي بحاراً يعمل على إحدى السفن الإنجليزية تسمى نجمة الشرق .
وخلال رحلة السفينة لاحظ طاقم البحارة وجود حوتٍ كبير يسبح على شواطئ جزر الفوكلاند الواقعة في أمريكا الجنوبية
.
وقرر الطاقم الذهاب لاصطياده، فأخذوا المعدات اللازمة ثم صعدوا على متن قواربٍ خاصةٍ لتعقبه.
وبالطبع لم يكن حجم القوارب ملائماً لحجم هذا الحوت الضخم فانقلبت بالبحارة، وجرح بعضهم من الرماح التي كانت معهم.
وقد تم بنجاح إنقاذ معظم أفراد الطاقم ما عدا شخصاً واحداً فقط كان قد غرق وشخصاً واحداً أيضاً كان يعتبر مفقوداً ، هذا الشخص المفقود كان السيد بارتلي .. وهو محور قصتنا.
حاول طاقم السفينة أن يصطادوا الحوت ويأتوا به على متن السفينة ، وبالفعل نالوا ما أرادوا. وبعد يومٍ ونصف بينما كان طاقم السفينة يقطع أجزاء الحوت لاحظ الطاقم تحرك شىء ما داخل بطنه
،وهنا كانت المفاجأة حيث خرج من بطن الحوت رجلٌ متكورٌ على نفسه ككرة ،وكان هو البحار المفقود السيد بارتلي الذي قضى حوالي ستة وثلاثين ساعة في بطن الحوت.
وقد نشرت إحدى الصحف قصة السيد بارتلي ونجحت في نشر تعليقه على ما حدث ،حيث قال إنه لاحظ الظلام وهو يخيم من حوله، ثم وجد نفسه ينساب بهدوءٍ داخل ممرٍ معتم، ثم وصل إلى منطقةٍ بحجم غرفةٍ كاملة.
وهناك استطاع أن يقف على قدميه ويتحرك ،وبعد أن اقترب من بعض الأشياء ووجدها تشبه المخاط عرف أنه قد تم ابتلاعه من قبل الحوت.
حيث افترض أحد العلماء أنه إذا نجحنا في تخطي كل هذه الأسنان سالمين ، وبدأنا في الهبوط نحو المعدة فإن المرحلة الأخرى من المواجهة قد تكون مع الجهاز الهضمي للحوت، فمن الممكن أن ينهار جسمنا بفعل الإنزيمات التي يفرزها الحوت.
أما إذا حافظت على نفسك حياً وناضلت من أجل البقاء فسوف ينتهي أمرك في إحدى الغرف الأربعة الخاصة بالمعدة.
وقد تموت في كل الحالات نظراً لانعدام وجود الأكسجين الكافي للتنفس هناك ، حيث يتواجد غاز الميثان فقط والذي لن يكون مفيداً لك في هذه الحالة.