لم تحضر بروفات ولم يخترها صناع الدراما للمشاركة في الموسم الرمضاني بينما تصدرت اهتمام المشاهدين على مستوى العالم بعد أن نالت جائزة الأوسكار ولكنها «أوسكار» من نوع آخر لدى الجمهور الذي قرر تكريم «القطة الجزائرية» على طريقته. فما الذي فعلته وكيف حصدت كل هذا الإعجاب والمحبة ؟
المشهد الأول.. بينما كان الشيخ وليد مهساس يؤم المصلين في أحد مساجد الجزائر وقلبه معلق بالتلاوة ، وكان المصلون وراءه يقفون في خشوع كأن على رؤوسهم الطير .. بدأ الشيخ تلاوة القرآن في صلاة التراويح بأسلوب وصوت يضاهي كبار وأشهر القراء الذين نراهم ونستمع إليهم في الحرم المكي، ولم يفرق بينه وبينهم سوى ملابسه الجزائرية.
دخلت على حين خشوع
أما المشهد الثاني فشاركت البطولة فيه «قطة» دخلت المسجد بشكل عفوي.. وإلى هنا كان الموقف عاديا فلا أحدا يدقق في دخول قطط إلى المساجد من عدمه. خصوصا مع اتساع مساحة المساجد التي تشهد صلاة التراويح.. لكن غير العادي هو اقتراب القطة رويدا رويدا من إمام المسجد حتى وقفت بجواره.
في المشهد الثالث يصل إمام المسجد أثناء تلاوته في سورة الأنعام إلى قول الله تعالي: «سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا…. ».. ولم يكد يبدأ الآية التالية حتى قفزة القطة تعتلي يده .
رد فعل أعجب الملايين
بالمشهد الرابع من ذلك المقطع المؤثر وضع إمام المسجد كلتا يديه على القطة كأنه يساعدها على الصعود على كتفه أثناء التلاوة وبدخوله إلى قول الله تعالي: «قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ»، واستقرت القطة على كتفه تتمسح في وجهه كأنها تقبله أثناء التلاوة التي بدت وكأنها تستمع إليها مع المصلين في هدوء وسكينة وخشوع.
في المشهد الأخير من مقطع الخشوع تنزل القطة من على كتف الإمام قبل أن يهم بالركوع في مقطع من أكثر المقاطع رواجا لدى المتابعين بمختلف أنحاء العالم الإسلامي والعربي.، حيث توالت التعليقات على المقطع واعتبره كثيرون دليلا جديدا على سماحة الإسلام حيث الرفق الشديد الذي تعامل به إمام المسجد مع القطة أثناء أدائه عبادة من أعظم العبادات ومع ذلك ظل متزنا انفعاليا رغم الحركة المفاجئة التي فعلتها القطة.
تناول آخرون المشهد في سياق آخر مشيدين بالعلم الشرعي الذي يتحلى به إمام المسجد حيث لم ينهر القطة ولم يشح بيده لإبعادها وواصل القراءة بخشوع وسكينة .. دون أن يجعل ذلك الموقف يؤثر في صحة الصلاة أو خشوع المصلين..
تبقى سماحة الإسلام ورقيه في تلك النماذج التي تقدم دروسا عملية بشأن دينها دون تشدد أو إفراط.