كيف زلزلت ساعة هارون الرشيد عرش ملك فرنسا؟ وهل يسكنها الجان حقا؟

أمر بها من فوق عرشه فحملوها إلى الملك ، وقد أبهر جمالها أوروبا بأكملها، وبوصولها إلى ذلك الملك أمام حاشيته حملقت العيون وفتح الحاضرون أفواههم كأن على رؤوسهم الطير ، بعد أن تاهوا في جمالها ولم يحتمل الملك ذاته التحكم في نفسه أمام إطلالتها.وفعل الملك فعلته بها على مرأى ومسمع من الحضور فماذا كان رد فعل الخليفة المسلم على قرار ملك فرنسا؟

لم يعرف التاريخ الإسلامي سياسيا بحكمة وذكاء ذلك الخليفة الذي بلغت الثقافة والعلوم في عهده مداها، وقد لجأ في سبيل نشر الدين إلى واحدة من أغرب الطرق، إنه السياسي العتيد صاحب الرأي السديد هارون الرشيد.
لقد صدر قرار هارون الرشيد بأن تتم تهيئة هدية خاصة إلى صديقه ملك فرنسا بحيث يفوق جمال تلك الهدية الجمال
الأوروبي بأكمله، لم يستشر الرشيد في قراره فقيها ولا عالما ولم يشاور أهل الحل والعقد.. فقد لجأ إلى ذكائه.

هدية أرعبت فرنسا

هدية ليست كأي هدية فقد صدرت الأوامر العليا، من الخليفة بإعدادها وتهيئتها والعمل على إخراجها في أبهى صورة وأرقى منظر، ولما لا؟ والمهدى إليه هو الملك شارلمان ملك فرنسا الذي قرر الرشيد إبهاره بما وصلت إليه أيادي المسملين من كنوز وأخيرا أعلن الصناع المهرة نجاحهم في صناعة الساعة التي حيرت فرنسا.

لكن ملكها وحاشيته الذين أبهرهم جمالها كان لهم رد فعل آخر فماذا فعلوا بهدية الخليفة المسلم؟

الأوامر المشفرة للفرسان

بارتفاع أربعة أمتار وأمامها وقف اثنا عشر فارسا، ومن بين هؤلاء الفرسان يصدر صوت يتلذذ به السامعون، ومع كل ستين دقيقة تمر يتحرك فارس من الفرسان للطواف حول مركز الساعة وحينما ينتصف اليوم تصدر الأوامر المشفرة إلى اثني عشر فارسا يطوفون حول مركز الدورات قبل التمركز مرة أخرى في مواضعهم، هكذا كان تصميم الساعة العجيبة التي أهداها هارون الرشيد إلى ملك فرنسا.

المخاوف من الجان تربك الملك

هذا الإبهار الحضاري والإبداع في تصميم الساعة لم تصل إليه فرنسا – حينذاك – وصل كبار رجال دولة شارلمان أن وراء تلك الساعة سرا، وأن الرشيد لم يهد إلى ملك فرنسا ساعة بل أهداه عملا من أسحار الجان تنزلت به القوى الخفية.. وأن عليهم سرعة التصرف قبل أن ينتهي ملك شارلمان ومملكته.

تأهب كبار رجال الدولة وأجمعوا على أن هناك داخل الساعة نفرا من الجان، و هذا الجان ينذر بنهاية صعبة لا طاقة للمملكة بها .. و تقرر إعلان مواجهة شاملة بين دولة و «ساعة»!

بدأ الجميع مواجهة الساعة بعد أن صدر قرار رسمي بأن تتم تسويتها بالأرض لإخراج الجان من قلبها.. وبعد تنفيذ القرار حدثت المفاجأة الصادمة.

لم يتم العثور على الجان ، وحتى يخبئ أصحاب الادعاءات خطأهم قالوا بأن الجان قد هرب من ساعة الرشيد، علم شارلمان أنه وقومه قد وقعوا في خطأ وأشار عليه البعض بأن يرسل إلى الرشيد خطابا يطلب منه إرسال متخصص لإصلاح الساعة فرفض حفاظا على سمعة فرنسا.

Exit mobile version