خشب الأشجار طعامهم المفضل ولزيجاتهم طقوس خاصة لا يجوز تجاوزها لأي من أبناء القبيلة أما الراحلون فلا مكان لهم في التراب بل في بطون الحيوانات حيث يصبحون لها وجبات . ترى ما هي هذه القبيلة وما عاداتهم وتقاليدهم الغريبة والمريبة ؟
الزواج في قبيلة المساي بأفريقيا وتحديدا في كينيا حق مطلق للرجل بحيث يتزوج كما يشاء وتتجاوز زيجاته الخمسة وستين امرأة، أما أبناؤه فقد لا يعرفهم على كثرتهم.. فينجب الرجل عشرات الأبناء ولا يكون من حقه أن يسيطر عليهم أو يكونون معه شأنهم شأن أمثالهم في دول العالم.
الصغار من صلب آبائهم لكنهم أبناء لكل رجال القبيلة.. يأتمر الصغار بأمر الآباء الذين هم رجال القبيلة كافة، ويقدمون لهم السمع والطاعة في أغرب قوانين حكم ذاتية على مستوى العالم ويعد الخارج عن تلك العادات والأعراف والتقاليد متجاوزا في حق جميع الرجال وخارجا عن أصول القبيلة.
المواجهة مع أصعب الكائنات شراسة
طقوس الزواج لدى قبيلة المساي تشيب لها رؤوس العقلاء.. فلا زواج يتم إقراره إلا وقد وافق الشاب طالب العروس على الدخول في مواجهة مع أشرس الكائنات دون خوف أو تردد وإلا لا يكون صالحا للزواج من أي فتاة داخل القبيلة.
ولا تعني تقاليد الزواج الصارمة في الزواج شهامة لديهم أو حرص أو توقير لسيدات القبيلة؛ وذلك لأن رجال القبيلة أنفسهم هم من يوافقون على أحد تقاليدها التي تتعارض وكرامة الإنسان حيث يخضع كل رجل من أبناء القبيلة إلى قانونها بالموافقة على التنازل عن زوجته لأي من رجال القبيلة الذين يحق لهم قضاء ما يختارون من أيام في بيته وعليه أن يقبل ذلك طواعية، وإلا يكون قد خرج عن عرف المساي المقدس.
عودة طوعية إلى العصور الحجرية
يتخذ المساي من أحد أنواع الماشية مكانة مقدسة ويعتبروها ظلا لإله الخير.. وتعني حياة المساي العودة آلاف الأعوام إلى الوراء فهم يرون أن تعليم المرأة بدون فائدة لأنها في النهاية ستكون في بيت رجل آخر هو زوجها الذي ليس من أبناء العائلة.. وحينما تزوج أحد أبناء القبيلة سيدة فرنسية اعتبروا ذلك مستحيلا أصبح حقيقة.
بينما تتجنب شعوب العالم جميع السلوكيات التي تغاير معايير النظافة وتتناقض مع طبيعة البشر يتبنى المساي تقاليد غريبة بتقديس البصاق بوصفه بركة تخرج من جسد الإنسان وحينما يبصق رجل في يده قبل مدها لمصافحة آخر فذلك تعبير عن أرقى درجات الحب والإخلاص والوفاء والاشتياق.
لماذا يقفون في خصومة مع التطور
يخشى المساي التطور الحديث لدى غيرهم من شعوب العالم فيرون التطور إيذانا بانتهاء وجودهم وعاداتهم وتقاليدهم التي عاشوا قرونا من الزمن يعتبرونها مقدسة، بعد أن منحهم الإله تلك المساحات من الأرض التي تدر عليهم الخير والنماء والأعشاب التي اتخذوها علاجا لهم ورصيدا لتجاوز الأزمات الصحية.
القوة الخفية التي يحيا عليها المساي يستلهمونها من شرايين الماشية فيخرجون منها ما استطاعوا ويمزجونه بحليبها لشربه في المناسبات ويرون في ذلك قوة روحية مفرطة تضمن لهم الحياة.
فهل يستمتع المساي يوما بما وصلته البشرية من تقدم أم يظلون في أساطيرهم التاريخية على خصومة مع كل جديد؟ .. لعل الحكومات المحلية في المناطق التي يتواجدون فيها تصل إلى آلية لإقناعهم وإدماجهم في ركب الحياة الحديثة.