ليسوا إنسا ولا جان..بشر تخلوا عن البشرية ليصبحوا أصناف مريبة من الكائنات

أي منطق ذلك الذي يجعل إنسانا مكرَّما بخلقته السوية إلى أن يدفع نفسه ثمنا للتحول؟ وليته تحول عادي بل إنه تحول إلى عالم آخر، فأي معتقدات تلك التي تدفع إنسان إلى مثل هذا الأمر العجيب ؟
وإذا كانوا فعلا يقدسون تلك الكائنات التي دخلوا عالمها فهل ضمنوا لأنفسهم الحياة معها أو حتى مع أنفسهم بالعيش على هذه الشاكلة؟

ليسوا من الإنس وليسوا من الجان.. سحنتهم تكاد تكون هيئة لمخلوقات أتت من عالم آخر .المبررات لديهم جاهزة لمن صدمته الريبة أو خالطه الشك في قدراتهم العقلية، يزعمون أمام البشر أنهم استجابوا لنداء أصوات داخلية نبعت من ذواتهم الخاصة.
ليس هذا فحسب، بل إنهم قدموا أنفسهم قرابين إلى المعتقدات التي آمنوا بها تلك المعتقدات التي هي ليست من العقل في شئ، تارة يزعمون أنهم تصرفوا على ذلك النحو استجابة لعقيدة لديهم تؤمن بالنفع والضرر المرتقب من كائنات من غير فصيلة البشر، وتارة يزعمون أنهم أرادوا تنفيذ تعليمات الأصوات الداخلية التي تناديهم وتأمرهم فما حقيقة هؤلاء القوم الذين لا يكادون يفقهون قولا ولا يؤمنون ببشريتهم؟

انبهار بذوات الأربع

كان المتحولون في يوم من الأيام أناسا عاديين يأكلون مما يأكل منه البشر ويشربون مما يشربون .. يسيرون على الأرض كما نسير على قدمين.
وكانت ذوات الأربع بالنسبة لهم كائنات أخرى .. كانت بالطبع بالنسبة لهم أقل درجة من البشر.. بل إنها وجدت لخدمة البشر وفجأة اعتنقوا أفكارا غريبة ، بدأوا رويدا رويدا التعرف على تلك الأفكار .. التي ربما استهوتهم غرابتها ، ومن فرط صدمتهم بتلك الأفكار شأن أي بشر عاديين ممن لهم عقل يدرك ، قرروا التعرف على تلك الأفكار والانتقال من مرحلة المعرفة إلى التجربة العملية .. بدأوا طرق أبواب كل من له قدرة على تغيير سحنتهم البشرية حتى لو كان الثمن دفع جميع ما يملكون ..
المهم أن يحصلوا على هيئتهم الجديدة التي يريدونها .حتى كان لهم ما أرادوا وحققوا مبتغاهم… ولكن السؤال لماذا أقدموا على ذلك؟

 هيئات مرعبة

إن مجرد النظر إلى هيئتهم يثير الرعب.. فقد اختلط مظهرهم لدى الكثيرين ممن تحملوا رؤيتهم بتلك الصورة الغريبة ووجدوا أنفسهم أمام صدمة ما هذه الكائنات العجيبة وهل كان لتلك الكائنات أصل بشري؟
إن معطيات الأوراق الثبوتية تشير إلى أن تلك الكائنات كانت يوما من الأيام من عالم البشر.. وفجأة تغيرت هيئاتهم ونمت أنيابهم وظهرت لديهم أشياء غريبة .
تحول التكوين الفطري البشري الذي فطره الله سويا مستقيما إلى هيئات أقرب إلى الحيوانات يظنها من يراها جانا يمشي على الأرض أما الثمن المدفوع في ذلك فهي ثرواتهم بأكملها.

روح نبي

مبررات ربما تؤثر على سلامة العقول تلك التي يسوقها أصحاب هذه الهيئة ومنهم من زعم أن لديه روح نبي ، ومنهم من ظهر بلسانين وآخر ظهر بهيئة الهررة وثالث ظهر من كائن الغاب.. سعيا وراء ما أسموه معتقدات أو مقدسات .

فهل تعود تلك الكائنات مرة أخرى إلى رشدها البشري أم أن الأمر سيكون حينها مستحيلا ويندمون حيث لا جدوى من الندم؟

Exit mobile version