وصل إلى تركيا وهو بالكاد يمتلك عشرة دولارات ربما لم تكن تكفي يومها لشراء وجبة لشخصين، ولم يكن يعلم أن ما تعرض له من معاناة اضطرته إلى الهجرة كان بداية حياة السعادة والنقلة التي أبهرت الأتراك ذاتهم بما وصل إليه بأقل الإمكانات وإن شئت قل: بدون أدنى مقومات أو أدوات للعمل.فماذا فعل ذلك الشاب السوري حتى أبهر الأتراك والسوريين على السواء بما وصل إليه؟
إنه السوري «ياسر حداد» الذي حيرت قصته الملهمة الجميع، كانت البداية بالهجرة إلى تركيا بعد الأحداث التي تعرضت لها سوريا، وقتها لم تدر أحلام الثراء والمال في تفكير ياسر حداد كان كل هدفه شأن أي مواطن سوري في مثل تلك الظروف هو النجاة بحياته فقط من الخطر .
بوصوله إلى تركيا أخذ يفكر ماذا سيأكل وكيف يعيش في ذلك البلد ولم يكن له أي هدف سوى الحصول على فرصة عمل توفر له قوت يومه .. نعم كان هذا هو كل أهداف ياسر حداد.. فهل علم وقت أن اتخذ ذلك القرار بما كان ينتظره في عالم المال والأعمال؟
بداية صعبة ونهاية مشرقة
أخذ ياسر حداد يتحسس حافظة نقوده ولم يكن فيها سوى بعض الأوراق الثبوتية وعشرة دولارات فقط كانت كل ما يمتكله قبل قرار النزوح إلى تركيا، فهل تمهد العشرة دولارات لتحقيق ثرورة وتأسيس شركة ذات اسم وسمعة؟
جميع تلك الأسئلة لم تكن مطروحة بقوة في مخيلة ياسر حداد وقتئذ ومنذ وصوله تركيا كان عليه أن يطوي مؤقتا ذكريات حياته الأولى في حي اللاذقية وأخذ يفكر مليا فيما لديه من قدرات، إنه يتحدث اللغة التركية مع الأتراك كما لو كان واحدا منهم.
الجولات طريق كسب الأموال
واصل السوري ياسر حداد التفكير ليلا نهارا إلى أن توقف فجأة مرددا «اللغة التركية».. إنه يتحدثها بطلاقة ويتعامل مع الأتراك بها بسهولة فلماذا لا يستثمر تلك اللغة بطريقة عملية.. تقدم حداد بالفعل للعمل لدى إحدى شركات السياحة في اسطنبول .. السائحون حتما يريدون مترجمين مرافقين لهم في الرحلات السياحية.. وهذا ما حدث.
من الترجمة للترويج
بدأ ياسر العمل في مجال الترجمة للسائحين وفجأة قرر الترويج لعمله وللسياحة بطريقة مختلفة عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
وقرر تقديم خدمات نوعية للسائحين برفع عناء الحجز عنهم مقابل الحصول على نسبة قليلة له ومع تكرار عمليات الحجز أصبح ياسر حداد لديه ثروة كبيرة نجح من خلالها في مضاعفة نشاطه.
بدأ ياسر حدداد ابتكار تطبيقات الكترونية للحجز الفندقي والطبي وعرض أهم المواقع السياحية للزائرين. حتى أصبح ملك الحجوزات في تركيا. بعد أن نال ثقة الجميع