إنه الجزء الشمالي من محافظة أربيل العراقية،على الأطراف القريبة جدا من دهوك، الطقس هناك جيد حقا، والمساحات الخضراء ممتدة، بحيث تظن أنها بلا نهاية.
نحن الآن في خمسينيات القرن الفائت، قبل سنوات قليلة من حرب قاسية، في تلك الأثناء، كان رالف سوليكي، عالم الآثار الأميركي، واقعا في حب أحد الجوانب الخفية لتلك المنطقة، يُسمى “كهف شاندر” أقام بالقرب منه لفترة، وكأنه وجد كنزا ثمينا.
نعم ..فقد اكتشف أن أشباه البشر يقنطون هناك، منذ أكثر من خمسة آلاف عام، فما القصة وراءهم، سأحكي لكم في التقرير التالي:
منذ اكتشاف رفات لهم في “وادي نياندر” قرب دوسلدورف بألمانيا في 1856، التصقت بالنياندرتال صورة نمطية سيئة إلى حد ما. أقرب أقربائنا الذين جرت العادة على وصفهم بأنهم قردة إنما أكثر تطوراً منها بعض الشيء، يُعتقد الآن أن قواسم مشتركة كانت تجمعهم بنا أكثر بأشواط مما كان يُعتقد سابقاً. أظهرت اكتشافات عدة أن أقاربنا هؤلاء كانوا صيادين متمرسين ومتطورين جداً استطاعوا أن يصنعوا أدوات وجواهر. في الواقع، يبدو جينوم الإنسان الحديث ونظيره لدى إنسان نياندرتال متطابقين بنسبة 99.7 في المئة، في حقيقة لا ينبغي أن تبعث على مفاجأة كبيرة نظراً إلى أننا نتشارك في سلف مشترك عاش في أفريقيا قبل نصف مليون سنة فقط. من الناحية التطورية، تعتبر هذه الفترة الزمنية أشبه برفة عين.
كان النياندرتال يفوقوننا قوة بأشواط. كان جهازهم العضلي على درجة عالية جداً من التطور إلى حد أن بقايا هيكلهم العظمي تبدو أحياناً متقوسة تحت ثقل الوزن. بدا وجههم منسحباً أكثر إلى الأمام نتيجة أنفهم البارز، ويعتقد أنه تكيف تطوري مصمم بغرض تدفئة الهواء الذي يستنشقونه بغية تمكينهم بشكل أفضل من العيش في المناخات الباردة. كذلك تشبه أجسادهم الممتلئة وأذرعهم وأرجلهم القصيرة بنية البشر المعاصرين الذين يسكنون الأصقاع المرتفعة من المنطقة القطبية الشمالية، إذ يحتمل أن كليهما استطاع أن يتأقلم على العيش في تلك الأماكن من خلال المساحة السطحية المحدودة للجسم والحفاظ على حرارته في البيئات الباردة
لكن كيف كان يأكل انسان النياندرتال ؟
تم اكتشاف بقايا متفحمة لما يبدو أنه أقدم وجبة مطبوخة في العالم تم العثور عليها في مجمع كهوف في شمال العراق، مما أثار التكهنات بأن إنسان النياندرتال ربما كان من عشاق الطعام.
جيداً للغاية، وكان طعمه يشبه طعم الجوز» ، وتم العثور على بقايا الطعام المحترقة هذه، والتي تعد الأقدم على الإطلاق، من داخل كهف شانيدار، وهو ما كان مكاناً لسكن إنسان النياندرتال يقع على بُعد 500 ميل شمال بغداد في جبال زاغروس، ويُعتقد أن عُمر هذا الطعام يصل إلى نحو 70 ألف عام، كما تم اكتشافها في واحدة من العديد من المواقد القديمة في الكهوف.
كهف شاندر في العراق وهو كهف قديم من عصور ما قبل التاريخ يقع في شمال العراق في منطقة إقليم كردستان.
وجد في الكهف بقايا عشرٍ من النياندرتال يرجع تاريخهم إلى 65-35 ألف عام ، يحتوي الكهف أيضًا على مقبرتين تعودان إلى العصر الحجري الحديث الخزفي السابق، يرجع تاريخ إحداها إلى 10,600 سنة ويحتوي على 35 فردًا.
فهل كانت كهوف العراق محطة لهم ، ام أنها كانت موطنا اصلي لهم على مدار السنين ..هذا ما يحاول العلماء اكتشافه حتى يومنا هذا.