واحد من الشخصيات التاريخية، التى كان لها ذكر عظيم فى التاريخ الدينى، وأسطورة تناقلتها الأجيال طوال الزمن، اختلفت الآراء حوله، ورحلته لبناء السد أدهشت الجميع، إنه ذو القرنين، الرجل الذي ترددت أسطورته عبر التاريخ، وذكره القرآن الكريم
ورغم ذلك ظلت هويته، مجهولة لقرون عديدة،ومكان السد الذي بناه ..حير العلماء والمؤرخين، فما هي الشخصية الحقيقية خلف لقب ذو القرنين؟
الزمن الذي جاء فيه
ذو القرنين ظهر في العصور القديمة (قبل ميلاد المسيح على الأقل)، وهذا وفقا لبعض الأبحاث التاريخية، وجاء في بعض كتب التاريخ أيضا أن “ذا القرنين” كان قبل زمن سيدنا إبراهيم بفترة وجيزة.
وهناك قول بأن سيدنا إبراهيم عليه السلام أدركه في أواخر عمره، معروف أن ذا القرنين هذا هو ملك صالح وكذلك أيضًا مؤمن، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم، في سورة الكهف، وحيث أن قصته ما زالت إلى الآن موضع نزاع وخلاف بين المتخصصين. وظل السؤال طوال 14 قرنا، من هي الشخصية الحقيقة، وراء ذي القرنين ؟
من هو الرجل الحقيقي خلف اللقب ؟
ورد عن السمعاني (في كتاب الأنساب)، أن ذا القرنين هو لقب الاسكندر المقدوني، ونعت بهذا الوصف لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس،وقيل لأن له قرنين صغيرين يغطيهما بالعمامة،وقيل لأنه بلغ المشرق والمغرب.
وقال نفس الكلام المؤرخ ابن هشام (في السيرة النبوية)، ورجح أن ذا القرنين هو الاسكندر الأكبر الذي بنى مدينة الإسكندرية ونسبت إليه لاحقا !وقيل أن ذا القرنين كان رجلا من أهل مصر.اسمه مرزبان بن مذربة، وأنه من ولد يونان ابن يافث بن نوح، وهي إشارة تذكرنا بحقيقة وجود فراعنة عظام في مصر القديمة، قد يكون أي منهم هو ذو القرنين.
أيضا هناك مرشح قوي من بلاد فارس، هو الملك قورش الكبير، الذي ظهر قبل الاسكندر الأكبر بوقت قصير، وأسس الامبراطورية الفارسية الكبرى.
وقد وسع إمبراطوريته في الغرب حتى وصلت إلى تركيا واليونان وفي الشرق لتشمل معظم جنوب شرق اسيا، وكما كان قورش نبيلا في أصله ونسبه، كان نبيلا في ورعه واحترامه لأديان وعادات الشعوب الأخرى.
وبمقتله في إحدى المعارك (عام 530قبل الميلاد) انحسرت إمبراطوريته بالتدريج حتى قضى عليها تماما الإسكندر الأكبر!!
أين يقع السد ؟
اختلف العلماء والباحثين حول مكان السد،الذي بناه ذو القرنين ليعزل قوم العماليق يأحوج ومأجوج، فقيل انه يوجد بين بحرين بحر يسمى البحر الأسود وبحر قزوين، وهذا الفاصل عبارة عن سلسلة جبلية وهي ضخمة وكبيرة.
و قد سموه بعدة أسماء، منها مضيق كورش، وهي النقطة التي تم بناء السد فيها، وكذلك اختلف الكثيرون في تحديد مكانه، فقيل أنه يقع في الصين، ومنهم من قال إنه يقع عند جبال قوقاز.
والبعض قال في قاع البحار وليس على الأرض، وقيل أيضا أنه بين قيرغيزستان وأوزبكستان، في منطقة جبلية على الحدود الفاصلة بين البلدين في آسيا الوسطى، حيث تقطن الشعوب التركية من الأوزبك والكازاخ (القزاق) والتركمان والأيغور (غرب الصين).
وان بحيرة “إيسيك كول” في “قيرغيزستان” هي “العين الحمئة” المذكورة في قصة ذي القرنين، حيث تشبه البحيرة القيرغيزية حقا شكل “العين”، حسب صور الأقمار الصناعية وتصب بها الأنهار وتتغذى على ينابيع ساخنة وبها طين
وهذه البحيرة لا تتجمد على مدى السنة، رغم هبوط درجات الحرارة في قيرغيزستان إلى 25 درجة مئوية دون الصفر في عض الأحيان.
لتظل كل هذه التكهنات، مجرد أبحاث قام بها المتخصصون، ولم يستطع أحد الجزم حقا، بمكان السد، ليبقى ذو القرنين
صاحب أكبر أسطورة، وأكبر لغز غامض، على مر الزمان.