هى إحدى أكثر القبائل الإفريقية ذات العادات الغريبة والعجيبة، والتي لا مثيل لها في أي مكان بالعالم، وهي قبيلة “التشاجا” التي تعيش في جبل كليمنجارو بتنزانيا في وسط إفريقيا.. ماهي هي القصة؟
قبيلة تشاجا هى إحدى القبائل التنزانية التى كانت تعيش على الترحال، ولم يستقروا في مكان بحثًا عن العشب والماء لكنهم استقروا فى أعلى قمة جبل كليمنجارو البركانى، وحول السهول والسفوح المحيطة بالجبل.
ويعد جبل كليمنجارو أعلى جبل فى قارة إفريقيا كلها، 5895 مترًا، وثاني أعلى قمة بين القمم البركانية السبع الموجودة فى العالم.
قسمت قبيلة تشاجا أنفسهم إلى مشيخيات على عادة القبائل هناك، وسلكوا نظاماً يعد أكثر اعتدالاً في النسب والميراث، كما اعتنق غالبيتهم الديانة المسيحية التى سادت في مناطق كثيرة من تنزانيا.
وكمعظم القبائل الإفريقية يعتقدون فى الخير والشر، فإن لـ”التشاجا” عادات غريبة وهى عدم تناول الأسماك باعتبارها ذات طبيعة مماثلة للثعابين، وهي تمثل الشر في ثقافة “تشاجا” كما أنهم يقومون بتربية الطيور بأعداد كبيرة لبيعها لقوافل التجار المارة من الساحل الشرقي كما يربون الثيران والماعز والأغنام.
شعب “تشاجا” لديه طعامه التقليدي وفقًا للمحاصيل الغذائية التي يزرعونها في منطقتهم، فمعظم الطعام يصنع من الموز، فالأكلة المفضلة هي “مشالاري”، والتي يتم تحضيرها بالموز واللحوم، بينما تشمل الأطعمة التقليدية الأخرى أنواعًا مختلفة، لكن الطعام الأساس فيها هو الموز، والأكلة المفضلة مثلا “مشالاري” ، والتى يتم تحضيرها بالموز واللحوم، بينما تشمل الأطعمة التقليدية الأخرى الكيبورو وهى مكونة من الموز والفاصوليا، فضلا عن كيتاوا والمكونة من الموز والحليب الرائب مثل العصيدة.
ويتقن شعب “تشاجا” الغناء والرقص، فالطبيعة الجبلية القاسية لم تحرم تشاجا من الاستمتاع حيث نجدهم يصنعون المزامير الخشبية والأجراس والطبول كما يعد الرقص والغناء جزءًا من كل احتفال تقريبًا.
وتعيش القبيلة منذ قرون عدة في سفوح جبل كليمنجارو، وكانت تتعرض لغارات على مواشيها بسبب قبائل الماساي التي كانت تأتي إلى المرتفعات في الصيف مع جفاف السهول؛ لذا قام أفراد “التشاجا” بإنشاء حفر طويلة تؤدي عبر ممرات ضيقة إلى باطن الأرض، ويسمى بـ”الكهف الكمين”، فعندما لا يعرف المقتحمون كلمة السر فإن رجال “التشاجا” يقومون باستهدافهم برماحهم.
وسكان السهول والمنحدرات المحيطة بالجبل يعتقدون أن معبودهم يتخذ جبل كليمنجارو مقعدًا له، ووصل تقديسهم للجبل لحد خشية صعوده لاعتقادهم أن من يفعل هذا يحل عليه الغضب.
وعندما يحل الجفاف وتفسد المحاصيل يلقون باللوم على شياطين الجبل، تسقط الأمطار يولون وجوههم شطر الجبل، وينحنون في خشوع وتحيط بالجبل حكايات وأساطير شعبية كلها تدور حول قوة سحره وغموضه مثل وجود كهوف ومغارات في الجبل لا يمكن الوصول إليها يعيش فيها أقزام، ويخرجون عادة للصيد وجمع النباتات في أوقات معينة بحيث لا يراهم فيها أحد، ثم يرجعون إلى مخابئهم.
العادات الغريبة للقبائل الإفريقية ماهى إلا إرث حافظت عليه الشعوب الأصلية لسنوات طويلة على الرغم من الحداثة والتطور المحيط بهم.. فهل تواصل الأجيال القادمة مسيرة الأجداد؟