يبدون بشرا عاديين لكن عقولهم ليست كسائر البشر ولا مشكلة لدى أحدهم أن يمكث ستة أشهر كاملة مغيبا عن العالم والإنسانية وهائما على وجهه في الملذات يأكل ما يشتهيه، ويتناول الأطعمة التي تضمن له تحقيق أمنيته العظمى كما يعتقد في واحدة من أغرب العادات بين قبائل العالم.
إنها واحدة من أشهر القبائل التي تعيش جنوب إثيوبيا وتتبنى ما يحلو لها من ضوابط وعادات وتقاليد ولا يجوز لكائن من كان أن يعلق على تلك التقاليد وهذه العادات التي بدت من مقدسات رجال القبيلة مهما أدت إلى أزمات صحية أو غيرت هيئتهم الخارجية.. لكنهم لا زالوا يعتبرون الأمر بالنسبة لهم مبادئ عليا وأنهم أحرار بشأن أجسادهم.
عقول في إجازة
بينما يعتقد الإنسان أن العقل مصدر تكريمه وأبرز ما يميزه عن غيره من الكائنات ، قررت تلك القبيلة أن تعطي العقل إجازة لمدة يطول أمدها مائة وثمانين يوما في العام، على أن يتم منح تلك الإجازة لعدد من الرجال الذين يتم تكليفهم بحماية شرف القبيلة والتعبير عن رجولة أبنائها.
حرفيا لا تعير قبيلة بودي أي اهتمام للتفكير، فلديهم تقاليدهم ويعتبرون أن كبر حجم تلك الأجزاء من الجسد إنما هو طريق الشرف والرجولة والمكانة التي يستحق من يصل إليها التكريم المستحق دون منازع أو مجادل ويكون له الكلمة العليا بين رجال القبيلة وأهلها.
هذا علامة الرجولة
تلتزم القبيلة بتكريم أهم أجزاء الجسد واعتباره مصدر فخر للرجال، ويعتقد أبناء تلك القبيلة أن ذلك الجزء الأهم في جسد الرجال لأنه رمز للعزة والكرامة ويتربط بكبر حجم البطن من المنتصف وعلى من يريد أن ينال ذلك الشرف أن ينفذ التعليمات التي تضمن له الوصول إلى هذا المستوى من الضخامة في ذلك الجزء.
تعد ضخامة ذلك الجزء دليلا عمليا على التحلي بصفات الذكورية الراقية، وتصل عمليات تضخيم ذلك الجزء إلى إجراءات تسمين للجسم تشمل ذلك منع الرجال من أي جهد صعب.. وعلى المشاركة في المسابقة التي تقترن نتائجها بشرف القبيلة أن يبدأوا التهام الكميات الموضوعة أمامهم من الطعام بشكل يومي.
الجسد مخصص لهذا الغرض فقط
لا يركز المشتركون في مسابقة الشرف والرجولة في أي شئ آخر سوى تناول الطعام الموضوع أمامهم ويكون على كل منهم إنهاء الأطباق كاملةً، مع الالتزام بتعليمات أشد صرامة تشمل عدم إنهاك الجسد في أي من الأعمال اليدوية أو العضلية انتظارا لليوم الموعود لقياس «الكرش».
يتم قياس الكرش ومحيط الخصر بين الرجال المشاركين في المسابقة وبناء عليه يتم تحديد الشخص الفائز والذي يمثل رجولة القبيلة، وبعد انتهاء المسابقة يذهب كل رجل مشارك فيها و«كرشه» إلى حال سبيله حيث يعود البطن طبيعيا بعد أسابيع من انتهاء واحدة من أغرب مسابقات العالم.