ربما القدر يكون له ترتيبات أخرى، فلا يعلمون إن كان ما حدث لهم من سوء حظهم أو من حسن حظهم، فجأة وبدون سابق إنذار وبينما يحتفلون بعرس إحدى فتيات قريتهم. يضرب الزلزال المغرب وتسقط بيوتهم كاملة وهم لا يشعرون لتكتب لهم النجاة رغم أنهم فقدوا بيوتهم تماما، فما هي حكاية أهل تلك القرية في المغرب، والعرس الذي أنقذهم من المصير المؤلم ؟
أنقذهم العرس
أقاموا حفل زفاف ولم يضعوا في حساباتهم أنه سيحدث زلزال كبير يسوي منازل قريتهم بالأرض .إنها أسرة مغربية كانت سببا في نجاة قرية كاملة من الزلزال المدمر الذي وقع ليلة الجمعة الماضية، لكن تلك القرية نجت بمعجزة حين تركوا منازلهم من أجل حفل زفاف، ولم يتخيلوا حدوث تلك الفاجعة .
إنه حفل زفاف حبيبة أجدير الفتاة الشابة على المزارع محمد بوضاض في قريته كطو المغربية، و أقامت عائلة العروس احتفالا تقليديا قبل الزفاف بيوم في قرية العروس المجاورة للقرية، وذلك حسب العادات والتقاليد المتعارف عليها في الحفلات.
وخلال تواجد أهل القرية في الحفل الذي أقامه أهل العروس وقع الزلزال، لكن ذلك الأمر أنقذ حياتهم جميعا من هول إنهيار البيوت في كل مكان وفقدانهم حياتهم، وبينما هم في حفل الزفاف هدم الزلزال منازلهم المبنية من الحجر والطوب في الوقت الذي كانوالا يشعرون بشئ و يستمتعون فيه بالموسيقى الشعبية الأمازيغية في ساحة أرض فضاء خارج القرية .
شهادات عيان
وقال شهود عيان من أهل القرية إن قرية أجدير الفقيرة تحولت إلى أنقاض، وأصبح الكثير من سكانها بلا مأوى الآن بعد أن تهدمت بيوتهم تماما ولم تتحمل الزلزال .
وكان زلزال المغرب هو الأكثر عنفا منذ فترة طويلة ووصل عدد الضحايا إلى 2900 شخص، معظمهم في تجمعات سكانية نائية في سلسلة جبال الأطلس الكبير بجنوب مراكش وهي كانت مركز الزلزال الذي ضرب تلك المناطق بشدة.
وكان والد العروس نصب خيمة كبيرة في باحة منزله لضيوف الحفل، وتم استخدامها الآن كمأوى للقرويين ولكنهم بالتأكيد سوف يحتاجون إلى خيم وملاجي أكثر قوة خصوصا مع اقتراب دخول فضل الشتاء وتحولات الطقس.
شهادات الناجين
أما قرية تنميل فهي إحدى القرى التي تعاني من جراء الزلزال المدمر،حيث أنه سويت منازل كاملة بالأرض وتهدمت تماما مما عرض أهلها لخسارة فادحة خصوصا أن معظمهم عاشوا عمرهم كله في تلك القرية، فالبيوت سوّيت بالأرض، واختفت القرية بشكل شبه كامل.
وهناك من كان سعيد الحظ واستطاع الخروج من المنازل قبل أن تتهدم وهناك من لم يستطع ذلك، وتضم تلك القرية العديد من المعالم التاريخية والأثرية منها مسجد تنميل الذي كان مركزا ومقرا رئيسيا لدولة الموحدين في المغرب ، وتعتبر الخسائر التي لحقت بالقرية فادحة ، ولم يحظ أهلها بنفس الفرصة القدرية والحظ الذي أنقذ أهالي قرية كطو .وتعتبر أكثر القرى والأماكن المتضررة هي التي تقع بالقرب من سلسلة جبال الأطلس الكبير جنوب مراكش .