قارب عمره قرنا ونصف من الزمان.. نبت في رأسه خلالها قرنان عجيبان عجز الطب عن وضع حل لهما.. بينما ودع القرون كافة لعالم أرحب من معاناته التي أربكت الدنيا في ذلك البلد العربي الذي يعوزه الطب ومزيد من العلم لبحث ما حدث أو الوقوف على تفسير له..
إنه المعمر علي عنتر الذي أصبح حديث اليمنيين والعرب كافة ولم يكن لقب «ذو القرنين» الذي حمله سخرية أو تمييزا بل كان عن استحقاق ، فطوال الوقت بدا الرجل الذي تجاوز عمره المائة وأربعين عاما لعائلته في محافظة الجوف اليمنية بهيئة غريبة..
هيئة عجيبة بين الناس
ولم تكن هيئته وحدها التي تؤرقه في منطقة تفتقر كثيرا إلى الطب حيث حاول بعض المقربين تخليصه مما ظهر في رأسه لمحاولة مساعدته بينما تم ذلك التدخل الذي كان بحاجة إلى فريق طبي وربما بحثي من العلماء للوقوف على الحالة الصحية للمعمر ومن بعدها فارق ذو القرنين الحياة.
برغم عمره المديد إلا أن المعمر اليمني دخل في أزمة صحية تلو أخرى فمع تلك الظاهرة الغريبة التي عانى من تداعياتها كانت حالته الصحية على غير ما يرام وربما عانى في أيامه الأخيرة ما لم يمر به طيلة عمره المديد كله.
تداعيات نفسية يصعب تحييدها
الطريقة البدائية التي تم التعامل بها مع المعمر اليمني كانت أشد قسوة عليه من التداعيات النفسية المرتبطة بهيئة صعبة أمام الناس حتى بدا الرجل شبه منعزل عن مواجهة البشر الذين كالوا له ما كالوه من أوصاف.
بعد إتمام المسن قرنا من الزمان بدأت رحلة المعاناة التي واجهها بصبر واحتساب حيث بدأ القرنان في الظهور برأسه بشكل واضح لم تفلح العمامة في إخفائهما.. ونبتا في مقدمة الرأس
حركة لولبية قرب العنق
كانت خطورة القرنين على الرجل في التفافهما يوما تلو آخر بطريقة لولبية، وهنا بدأ الخوف يتملكه ويسيطر على المحيطين به قلق على مصيره حال تزايد نمو القرنين على النحو المشار إليه ولم تكن الإمكانات الطبية في محيط إقامته قادرة على استيعاب حالته أو حتى الوصول إلى فحص لها.
الصدمة التي طالت المقربين من الرجل المعمر قبل رحيله أنه عاش عمره لم يشكو يوما من ألم ولم يتعرض لأية أزمات صحية شديدة التأثير حيث شهد له الجميع بصحته الجيدة وقوة ذاكرته التي مكنته من استيعاب ثلاثة قرون عاصرها وعاش أحداثها بحلوها ومرها.
ودع الحياة والألم
رحل المعمر اليمني ولم ترحل مأساته التي تركت أثرا صعبا في نفوس مقربيه وعائلته التي لم تكن تتوقع أنها ستقف يوما عاجزة عن مد يد العون إليه .. وحتى حينما امتدت إليه تلك اليد امتدت إليه دون علم يضمن الوقوف على حالته الصحية فلعله استراح من معاناة كاد أمدها أن يطول معه وودع الحياة والألم معا.