أُمةٌ نشأت في شبه الجزيرة العربية، كانت ساميّة سموّ العرب، أجسادهم كالجبال، قوتهم لا مثيل لها، حضارتهم عظيمة، وطريقة حياتهم -من شدة غرابتها- يعتبرها البعض من الأساطير.
من هم قبائل طسم وجديس؟ وما علاقتهم بأقوام عاد وثمود؟ ومن هي المرأة التي كانت ترى من على بعد آلاف الأمتار.. إليكم التفاصيل في التقرير التالي:
الأصل والنسب
طسم وجديس هما قبيلتان سكنتا إقليم اليمامة والمنطقة المحيطة بها في شبه الجزيرة العربية، وكلا القبيلتين من سكان جزيرة العرب القدماء ويعرفوا بالعمالقة مثل «أقوام عاد وثمود»، بل تقول بعض الروايات أنهم من قوم عاد وثمود.
طسم من بين القبائل التي تحدثت عنها «التوراة» وقد عاش أهلها منذ زمن طويل، ويُنسب نسبها إلى شخصين: تاسم بن لود بن سام بن نوح، وسبط الخادي، وتم الجمع بين اسم القبيلتين في «طسم».
وَ لم يذكر القرآن الكريم هذه القبيلة أو جارتها جديس.. لكن ذُكر اسم «طسم» في قصائد الجاهلية، مثل قصيدة الشاعر العشي «خبر اليمامة الزرقاء وشبعها».
الملك عُملّيق
قبيلة جديس تعرّضت للذل على يد جارتها طسم بعد أن كانوا كالجسد الواحد.. وذلك على يدّ «عُملّيق» الذي وصل للحكم بقوته التي لا تقهر.
وكان هذا الملك لا ينهاه شيء عن هواه، فقد كان له هوى في إصراره على قهر جديس وإخماد طموحاتها.. ولم يهدأ حتى نال ما أراد.
طشٌ أودى بصاحبه
بطش عُملّيق كتب نهايته، فقد كان يفرض على أهل «جديس» أن يتزوج من كل فتياتها قبل أن يتزوجوا من أي رجل آخر، حتى أصاب هذا العار فتاة اسمها «شموس» وهي أخت سيد جديس ويقال له «الأسود بن عفار».
حينها استشاط الرجل غضبًا، وفكّر في حيلة لينهي حياة الملك الذي يذلّ النساء ويهين الرجال، فدعاه مع قبيلته طسم لحضور مأدبة.. ثم أجهز عليهم جميعًا؛ ليحكم «ابن عفار» القبيلتين بالعدل.
ملك اليمن
الرواية لم تنتهِ هنا.. فقد هرب من تلك المعركة رجلًا يقال له «رياح بن مُرّة» ليستغيث بحسان بن تبع الحميري ملك اليمن آنذاك، ليقنعه بأن يذهب معه ويحارب «الأسود بن عفار» ويستعيد الحكم من «طسم» إلى «جديس».
الملك اليمني كان عزيزًا في تحركاته، ولا يوافق على أي طلب بسهولة؛ إلا أنه اقتنع بكلام «رياح ابن مرة» بعد أن عرف بنهاية كل قبيلته.
زرقاء اليمامة
وفي طريقهم إلى اليمامة.. قال رياح بن مُرّة لملك اليمن أن أهل جديس لديهم امرأة اسمها «زرقاء اليمامة»، وهي تستطيع أن ترى من على بُعد آلاف الأمتار، ولذا.. على الجيش أن يختبئ بين الأشجار حتى يصل بسلام.
زرقاء اليمامة رأت الشجر يتحرك من على بعد عشرات الكيلومترات، وهرعت إلى تنبيه قومها؛ إلّا إنّ قبيلة جديس لم تُصدقها على ذلك.
وحينما وصل ملك اليمن إلى جديس، أمر بقلع عيني زرقاء اليمامة، بعد أن أوقع فيهم مقتلة عظيمة انتهت بفوز جيوش اليمن ليسود حكمهم في تلك المنطقة.