ظهرت صورته على واحدة من أشهر العملات النقدية العربية وهي الليرة السورية لكن فجأة وبعد عام كامل اختفت تماما ، فمن هو هذا الرجل وما حكايته ؟ سأحكي لكم في ملخص القصة
في عام 1977 قام مصرف سوريا المركزي بإصدار ورقة نقدية من فئة 1 ليرة سورية بشكل جميل جذاب.كانت القطعة تحمل صورة أحد الحرفيين أمامه آنية نحاسية وينقش عليها رسومات دمشقية جميلة.
كان وراءه بالتحديد صورة للمسجد الأموي الكبير في العاصمة دمشق، وبمجموع الصورتين أعطت القطعة النقدية لوحة فنية رائعة الجمال.
وعلى اليسار من الأسفل كان هناك توقيعان احدهما يحمل اسم حاكم مصرف دمشق نصوح القاق والآخر يحمل توقيع وزير الاقتصاد السوري آنذاك محمد العمادي إضافة إلى الرسومات والأرقام.
أصدرت الحكومة السورية بعد سنة واحدة امرا بسحب جميع الأوراق النقدية من فئة الليرة الورقية من الأسواق بعد أن أثار التصميم جدلا كبيرا في الاوساط السورية.
كانت ورقة العملة رائعة الجمال والصنعة.. ولكن ما الذي جعل الناس يعترضون عليها ويطالبون بتغييرها؟
تبين ان السبب صورة الرجل التي على العملة فهو رجل ينتمي لدين العبرانيين وليست ديانته المشكلة فالشعب السوري شعب ليس طائفيا ولا يلتفت إلى أمور كهذه.
المشكلة هي جمع صورة المسجد الاموي الكبير الذي هو رمز من رموز المسلمين مع هذا الرجل الذي ينتسب إلى ديانة اخرى.
اسم ذلك الرجل “جاك زيبق ” وكان هو اول من اعترض على وضع صورته على العملة الورقية، حيث أقام دعوى على المصرف المركزي بسبب وضع صورته وعدم استشارته واخذ رأيه فيما أقدموا عليه. وكسب الدعوى وتم الأمر بسحب القطعة النقدية من أسواق سوريا ذلك الوقت خلال فترة قصيرة.
أبناء جاك لازالوا حتى يومنا هذا يفتخرون بصورة والدهم التي وضعت على العملة ويقومون بترويجها حتى اليوم بما ان الصور التي توضع على العملات الورقية تخص أفرادا مهمين في دولهم.
ويبقى السؤال الأهم لماذا وضعت الحكومة السورية آنذاك صورة هذا الحرفي بالذات، مع أن الشام وحلب مكتظة بأبناء الحرف الشهيرة من عائلات مشهورة ومعروفة على مستوى البلد والوطن العربي.
ومن نوادر العملات الورقةفي سوريا أيضا ورقة فئة 500 ليرة السورية القديمة صنفت من ضمن أجمل أوراق النقد في العالم فقد صدرت أول مرة بتاريخ 1958 ، وصدر منها لاحقا بعدة تواريخ كان آخرها عام 1992. وكانت تسمى أم الطربوش.
وارتبطت هذه العملة بالدولار الامريكي ارتباطاً وثيقاً ، بعد أن كانت مرتبطة بالجنية الاسترليني خلال الحرب العالمية الثانية وقبلها بالفرنك الفرنسي.
وفي زمن اصدارها الاول ( 1958 ) كان الدولار الأمريكي يساوي 2.2 ليرة سورية أي أن هذه الورقة في العام 1958 كانت تزيد قيمتها على 225 دولار .
وسبب تسميتها “ام الطربوش” هو صورة الرأس الظاهرة على وجهها وعليه ما يشبه “الطربوش” ، وفي الحقيقة هو وجه “امير كنعاني” من مدينة اوغاريت في رأس شمريا في سورية ، وفي وسطها “الربة حتحور” ترضع مولودين ملكيين.
اما على ظهرها فيظهر “رقم” ابجدية رأس شمرا ، وفي الوسط حشوة مستديرة مزخرفة برسوم الحيوانات من أثار اوغاريت القرن 15 – 13 ق.م.
فهل تمتلك ليرة سورية تحمل صورة جاك ؟ وهل لديك عملة أم الطربوش ؟ شاركنا في التعليقات؟
