هدوء لافت يحكمه صمت مريب.. يدخل أحدهم المكان ليلا فلا يسمع إلا الهمس.. قد تقع من بين طيات ملابسه قطعة معدنية أو عملة فيرتجف جسمه من هول الموقف والصوت الذي يتردد صداه في أجواء المكان.. يتحسس هؤلاء الذين ساقتهم الأقدار إلى ساحات الرعب خطاهم جيدا.. هم الآن في مواقع لا يعلم أحد من يسكن في أرجائها.. فهل سيضمنون حياتهم بعد دخولها؟
منزل مهجور وموقع قديم وبناية مظلمة من الداخل.. جميعها مواقع مهيأة لظهور الأجسام الغريبة واتخاذها سكنا للجان الذي يفعل فيها ما يشاء في أي وقت يشاء دون أن يراه أحد من البشر.. لكنه من الممكن أن يرى تداعياته وتأثيراته.. فمن المعروف أن الجان يسكن غالبا المواقع التي لا حاجة للإنسان بسكناها.
ولكن ماذا حدث في سلسلة المواقع التي أرَّقت دولة عربية بعد أن تحولت هذه المواقع إلى ساحات للأشباح ؟
نباتات أسفل الرخام !
كانت البداية مع المحطة المهجورة وفيها ظهرت النباتات أسفل هذه المقاعد الرخامية القديمة مجرد أن يتحدث الزائر بكلمة يعود إليه صداها، فهذا الموقع ليس فيه ما يمتص الأصوات أو يضمن الطمأنينة لمن دخل ذلك المكان.. وبمجرد جلوس الزائر في المحطة يتخيل وجود المسافرين على مقاعدها، بينما يحمل بعضهم الحقائب ويتوجهون إلى القطار كما كانوا يتوجهون قديما.. على الفور يسرع الزائر إلى قاطرتين لسحب عربات القطار لكن هاتين القاطرتين قد أكلهما الصدأ وتحولتا إلى هيكل تم تركه كأثر في ذلك المكان.
المجازفون يواجهون الخطر
إنها محطة قطار نابلس التي تضم قاطرات يتجاوز عمرها المائة عام.. وقد كانت هذه المحطة الرابط الأساسي بين محطة «حمص» في سوريا وبين محطة القطار المركزية في مار ميخائيل بقلب العاصمة اللبنانية.. لكن المواجهات حوَّلت تلك المحطة إلى أثر بعد عين .. ورغم عدم ظهور أي شواهد مرعبة فيها إلا أن زيارة تلك المحطة ليلا قد تحمل أخبارا غير سارة للزائرين.
بقايا الجسر القديم
لكن محطة حمص ليست الوحيدة في لبنان التي تحولت إلى تلك الهيئة يتم استثمارها في التقاط الصور نهارا والمرعبة ليلا.. ففي منطقة «ضهر البيدر» تظهر قوالب الطوب التاريخية المتراصة يعلو بعضها بعضا لتشكل لوحة أثرية فريدة تروي أركانها خبايا السنين .. هي بقايا جسر ينتهي إلى محطة تعرف بأنها «محطة القطار القديم»، هذا القطار بالأنفاق المجاورة للوادي الكبير يرسم خلفيات سحرية للحصول على أجمل الصور من قلب تلك المواقع.
فرصة لزائرين من نوع خاص
السلامة الشخصية لدخول تلك المواقع تحتم أن يكون دخول هذه المواقع نهارا في وقت شديد الإضاءة لكن دخولها ليلا ربما يكون بالنسبة لمن يفعله .. مجازفة غير محسوبة العواقب خصوصا للغرباء عن تلك المواقع التي تحولت إلى ما يشبه مدن الرعب. ومع ذلك يتخذها اللبنانيون فرصة للحصول على صور نادرة لم يحصلوا عليها من قبل.