وين الخيل تشد الحيل..تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي وتستدعي الشغف للكوميديا السوداء

 

«وين الخيل تشد الحيل؟» سؤال استهل به عشاق ذلك الزجل أداءهم في رحلة بحث عن إجابة، فما قصة ذلك الزجل وسر الانبهار الكبير به إلى تلك الدرجة من الرواج والاهتمام الشعبي في لبنان وسوريا؟ ولماذا حازت تلك الأغنية رواجا كبيرا على مواقع التواصل؟

لم يتوقف عشاقها عن ترويجها على مدار الساعات الماضية حتى تحولت إلى أيقونة حماسية على مواقع التواصل الاجتماعي وسط اهتمام كبير من هواة السماع والطرب والنقد الاجتماعي على السواء.
إنها ذلك الزجل العربي الفريد والذي طالما أبدع مؤلفوه، كما أبدع العديد من الفنانين وعشاق الفن في أدائه للوصول سريعا إلى الجمهور حيث الكلمات المؤثرة والرسائل الصادقة التي تخاطب واقع الحياة بطريقة حماسية ساخرة.

رواج في سوريا ولبنان

يعتبر الباحثون أن الزجل واحد من أبرز الفنون الموجودة في الأدب الشعبي العربي وأشدها جذبا للجمهور حيث يعبر عن طبيعة الحياة البشرية ومآسيها بصورة صادقة قريبة من فهم الرجل العامي البسيط. وقد راجت هذه الأغنية الزجلية في لبنان وسوريا بشكل كبير.

 إرث كبير من الكنوز الشعبية

ولا يقتصر وصول الزجل اللبناني بكلماته تلك على العامة فقط بل يستهوي كثيرا المتعلمين والمثقفين الذين جذبهم ذلك النوع من الآداء لشدة تأثيره على الجمهور الذين توارثوا غنائه جيلا بعد جيل.
ومن هذا الكنز تلك الأغنية التي لقيت رواجا كبيرا وتقول كلماتها :

( وين الخيل تشد الحيل تجر الويل حوافرها
نجوم الليل بتاني ميل ببحر جبيل بسّفرها
حصاني صام بدون طعام برأي العام طلبتو لهون
إعطيتو وسام إهديتو لجام بريش نعام اتناشر لون

و لمّا حام على الإيام من الأيتام مليت الكون
و الأخصام بها الصمصام كوام كوام بصبّرها)

سيطرة من المغرب إلى المشرق

ويرجع عشاق الزجل بذلك النوع من الفن إلى بلاد المغرب والأندلس وهو أحد ألوان الشعر العربي البسيط الأقرب إلى سهولة التناول والتفاعل مع اهتمامات وخواطر النفس البشرية، بحسب تقرير لموقع «زاد».
تألق العديد من النجوم اللبنانيين في أداء ذلك النوع من الزجل ومنهم، جوزيف الهاشم الملقب باسم «زغلول الدامور» وهو شاعر لبناني من أشهر شعراء الزجل ونجح في تحقيق رواج شعبي كبير.

الرسالة المسالمة الجريئة

«حصاني صام بدون طعام برأي العام طلبتو لهون».. مقطع تلو مقطع وكلمات يكمل بعضها بعضا وقصائد يعتبرها البعض تحمل إسقاطا واضحا على الأوضاع الاحتماعية، هذا ما يميز ذلك النوع من الفنون الموصوف بأنه المسالم الجرئ..
من السهل في أداء الزجل اللبناني أن يمزج المؤلف أو المؤدي بين النقد والفن في آن واحد ولا يجرؤ أحد على اعتراضه أو توجيه اتهامات إليه بأنه يتعرض لأمور خاصة بالشأن العالم

 لماذا أحبه اللبنانيون والسوريون

لهذه الأسباب وغيرها يميل اللبنانيون والسوريون أيضا إلى الزجل الشعبي لبساطة أسلوبه وقوه معانيه وابتعاده عن الموسيقى الصاخبة .

وهكذا ينتشر الزجل بشكل كبير في لبنان وشمال فلسطين وشمال الأردن وغرب سوريا، وفق موسوعة المعلومات البريطانية. . ويعد انتشاره دليلا على تمسك العرب بتراثهم وعودة مرتقبة لشبابهم إلى تراثهم بدلا من المزج بين الموسيقى الغربية والكلمات العربية بأسلوب أصبح مغايرا لثوابت الفن العربي.

تجاذب الجمهور انتماء ذلك الزجل الذي أصبحت جنسيته حائرة بين سوريا ولبنان، لكنه يظل لبناني الأصل شامي التأثير لأصحاب الذوق الرفيع.

Exit mobile version