ولدت يتيمة الأب فتكفلها نبي من أنبياء الله، لتلد عيسى عليه السلام بلا أب وتنزل بعدها براءتها من فوق سبع سماوات.. خير نساء العالمين مريم بنت عمران
كانت أمها حنة بنت فاقودا عاقرا لم تلد، ثم نذرت نذرا إن رزقت الولد ستصدق به على بيت المقدس ليكون من خدمه، وفعلا رزقها الله بالولد، ولكن شاءت الأقدار وأثناء حملها أن يتوفى زوجها عمران لتولد يتيمة الأب وإن كانت بعض الروايات أن عمران والدها توفي بعد فترة وجيزة من ولادتها.
وعلى أي حال فقد تنازع بعدها الأحبار والرهبان على كفالتها، فعمران لم يكن شخصا عاديا بل كان معلمهم وإمامهم وحرصا على شرف كفالتها اتفقوا على أن يقترعوا فيما بينهم، ومن يفز بالقرعة يفوز بالكفالة.
وعليها فقد أخرج كل واحد منهم سهما وألقاه في الماء فجرت أسهمهم مع تيار الماء الجاري في النهر ثم كان سهم زكريا أول سهم يرتفع عن الماء ففاز بكفالتها.
أقامت بعدها السيدة مريم في بيت المقدس وتحديدا في المحراب وورد في القرآن الكريم كرامات حدثت على يديها وهي في سن صغيرة حيث أنها وكلما دخل عليها زكريا وجد عندها طعاما وشرابا لا يُعلم مصدره ولا من أين أتى.
وفي يوم من الأيام دخل عليها رجل مجهول بالنسبة لها فاستعاذت منه ولكنه طمأنها وأخبرها أنه أتى ليبشرها بولد لها ستلده قريبا.
تعجبت مريم من قوله ويذكر القرآن لنا تعجبها بقولها «آني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا».
ولكن هذا لم يكن بشرا عاديا بل كان هو جبريل عليه السلام، أتى ليبشرها بولد ستلده بلا أب لتكون معجزة لم تحدث ولن تحدث بعد ذلك أبدا في التاريخ البشري.
اعتزلت مريم بعدها الجميع أثناء حملها، وأتاها المخاض وهي مستندة إلى جذع نخلة فأمرها الله أن تهز النخلة ليسقط عليها منها رطبها لتأكل وتسهل ولادتها.
وأوحى الله لها ألا تكلم الناس ولدى عودتها إلى قومها من بني إسرائيل استقبلوها وعليهم علامات التعجب ونظرات الاتهام، ولكن مريم لم تجبهم بل أشارت إلى رضيعها الصغير الذي أنطقه الله ليرد على اتهاماتهم في معجزة أخرى ليرد عنها اتهاماتهم.
انتهت هنا قصة مريم المذكورة في القرآن، لكن هناك أسئلة مبهمة لم نجد لها إجابة حتى الآن، ماذا حدث لمريم بعدما رفع عيسى إلى السماء؟ وكيف ماتت؟ ومتى ماتت؟ وأين دفنت؟
لا تحوي الروايات الإسلامية في داخلها إجابة لكل هذه الأسئلة ولكن ذكر في «سفر أعمال الرسل» أنها عادت إلى أورشليم وتوفيت لمرض ألم بها بعد ستين سنة من ولادتها.