منوعات

“البيغميون” قبيلة العجائب وأقصر شعوب العالم ..قصة وصول الإسلام إليهم

يمتلكون أقصر قامة بالعالم، يستخدمون الموسيقى للتواصل مع الغابة، يرقصون حول النار؛ لجلب الرزق، من هم البيغميون؟ وكيف يعيشون حياتهم ؟

يملك شعب البيغمي أقصر قامة في العالم، ويستوطن غابات بدول إفريقيا الغربية والوسطى القريبة من المحيط الأطلسي، ويلفت الأنظار حوله من خلال نمط الحياة البدائية لأفراده.
وأطلق الأوروبيون على البغيمي اسم “بيغما”، التي تعني باليونانية (قصير القامة)، ويبلغ متوسط طول البيغمي البالغ 120 سم، فيما يتفوق طول الرجال على النساء بـ 10 سم.
ورغم مرور 5 آلاف سنة، ما يزال شعب “البيغمي” يعيش في غابات قريبة من المحيط الأطلسي، فيما لا توجد معلومات مؤكدة عن المناطق التي قدموا منها إلى إفريقيا.

ويتميز البيغمي في إفريقيا عن غيرهم من المجتمعات، فيتصف بقامة نحيفة مغطاة بشعر رفيع، وشعر مجعد، وعيون وفكوك واسعة، وأنوف مستقيمة.

وعن لغتهم، يتحدث شعب البيغمي لغة خاصة بهم تسمى “مابيّ” ، كما أنهم يمتلكون ثقافة خاصة بهم تنتقل من جيل إلى آخر.

وتقدر أعدادهم في الوقت الراهن بـ 120 ألف نسمة، ويعيشون ضمن مجموعات صغيرة في خيام مصنوعة من أغصان شجرة الخيزران، ومغطاة بأوراق أشجار أخرى، ولا يحبون التواصل مع الأجانب أو حتى قيام الآخرين بالتقاط صورهم.

من الأمور التي تميز البيغمي عن غيرهم من القبائل الأخرى أنهم يمتلكون مهارة ومواهب نادرة في نمط موسيقي خاص، وتختلف الأغاني بأنواعها وايقاعاتها، ويمكن ان ترافق الموسيقي ايقاعات الطبول التي يستعيرها البيغمي من القرويين لكن تظل الطبول غريبة على حضارة البيغمي.
ولا يقتصر لجوء البيغمي إلى الموسيقى على مناسبات معينة، بل يلعب هذان العاملان دوراً أساسياً في حياتهم اليومية، حيث نجد الموسيقى تصدح بتنوعها ليلاً ونهاراً في الغابة.

فتعتبر الموسيقى هي الخيط الذي يصل أرواح البيغمي بغاباتهم الاستوائية، وهم يمتلكون تعبيرات جسدية راقصة للرجال والنساء، تتكامل مع غنائهم المتعدد الأصوات، بإيقاعات متنوعة، فالرقص والموسيقى والغناء جزءًا من تكوين عوالم الـ “بيغمي” المسائية، حيث يتواصل من خلالها بالروح العظيمة، روح الغابة المعبودة.

ويقضي شعب البيغمي، القسم الكبير من أوقاتهم في الصيد، وجمع الفاكهة والنباتات، ولا يملكون النقود ويستخدمون نظام المقايضة في تأمين ما يحتاجونه

ويعبد البيغمي، إله يطلقون عليه اسم “كومبا” ، ويؤمنون باستمرار الحياة ما بعد الموت، ويعتقدون أن أرواح الأجداد تنتقل في كل مكان.

ومن البيغميين، من اعتنق الإسلام أيضا، حيث توجد قرية مسلمة وحيدة تسمى بـ “ماكورة”، بالقرب من مدينة “كريبي” في الكاميرون، يعتنق كامل سكانها الدين الإسلامي.

وبدأت حكومة الكاميرون مؤخرا، تنفيذ برامج الاندماج الاجتماعي للبيغميين المقمين على أراضيها، بغية نقلهم إلى الحياة الحضرية، وفي إطار البرنامج يتلقى البيغميون دورات مختلفة عن الزراعة وتربية الحيوانات ومجالات أخرى.

وانتم برأيكم هل ستنجح محاولة حكومة الكاميرون بدمج البيغميين وإلحاقهم بالحياة الحضرية ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى