عرف بشخصيته القوية والحازمة، أمسك العراق بقبضة فولاذية لمدة 35 عاماً، وتخلص من جميع خصومه السياسيين، حتى دانت له السلطة، فتحول من يتيمًا ضعيفًا لزعيم يخشاه نظرائه، وسيجار كان سببًا في إحراجه للملك المغربي وسخريته أيضًا من الزعماء العرب في حضورهم، فما هي تفاصيل القصة :
خلال القمة العربية التي عقدت بالعاصمة المغربية الدار البيضاء في أغسطس عام 1985، كان من ضمن البروتوكولات المعروفة هو أن يُمنع التدخين في قاعة المؤتمرات . وهو بروتوكول رسمي معترف به في كل المحافل الرسمية.
ورغمًا عن ذلك، إلا أنه كان للرئيس العراقي الراحل صدام حسين رأي آخر. فعلى الرغم من العلامة الموضوعة أمام كل زعيم دولة مكتوب عليها “ممنوع التدخين”.
إلا أن صدام فاجيء الجميع بإشعال سيجاره، وهو ما دفع وزير خارجيته حينها طارق عبدالعزيز لأن يلفت انتباهه بأن ذلك التصرف ممنوع.
وقال له: ” سيدي الرئيس هناك لافتة يُكتب عليها ممنوع التدخين، وذلك بروتوكول رسمي لا يجب أن نكسره”. فلم يبالي صدام لكل ذلك، وأكمل إشعال سيجارته، وبعدها التفت لوزير الخارجية قائلًا: ” ياطارق تلك الأوامر للزعماء الأقزام وليست لصدام حسين”.
وأطاح صدام بالوحة التي تشير بمنع التدخين، وأكمل ما كان يفعله.
فإذا بملك المغرب الراحل الحسن الثاني، يأمر أحد رجاله بإحضار طفاية سجائر للرئيس صدام حسين.
حينها نظر صدام لطارق صبري ثانية وقال له وهو يبتسم: ” ياأبو زياد نحن العراق”.
لم يكن ذلك التصرف يُعني لذاك الرجل شيء حينها، سوى أنه أراد أن يتحدى تلك الأوامر التي فرضتها المغرب على الزعماء الحاضرين.
فمِن عادة صدام التي يعرفها الكثيرون حبه للفت الانتباه وإظهار قوته حتى إن كان ذلك خلال إحدى القمم الرسمية التي تضمها الجامعة العربية ذاتها.
وقال الملك المغربي الحسن الثاني عن ذلك الموقف في كتابه: ” إن ذلك الرجل إذا حضر أي قمة أو مؤتمر، فنشعر وكأنما على رؤوسنا الطيور”. وتلك المقولة كان يستخدمها العرب قديمًا للتعبير عن الخوف أو القلق من شيئًا ما.
صدام حسين كان كما أطلق عليه العديد من الزعماء والساسة العرب والغربيين الذين حاضروه، فهو رجل ذا شكمة قوية، فلم يستطع أيًا كان التأثير على رأي قد أخذه أو قرار أصدره.
وهو تمامًا ما قاله عنه الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، تعليقًا على موقف الأول من غزو الكويت. حيث كان صدام قد أكد للرئيس مبارك خلال زيارته الأخيرة للعاصمة العراقية بغداد، عام 1990، أنه لن يخوض معركة مع الخليج، وسوف تُحل الأمور وديًا.
إلا أنه بمجرد رحيل مبارك، فوجيء بإعلان صدام الغزو على الكويت، وهو ماأغضب مبارك حينها، وأدى إلى طلبه بحشد قوات عربية لمواجهة قوات الرئيس صدام حسين، بعد قمة طارئة للجامعة العربية بالقاهرة في العام ذاته.