من منا لم يشاهد فيلم الخيال العلمي 2012، الذي عرض عام 2010 وكانت تدور أحداثه حول نهاية العالم وبناء سفن عملاقة لتعيش بهم في البحار مدى الحياة وبالطبع كان تصنيف الفيلم وقتها خيال علمي.. لكن ماذا لو علمت أن هناك شركة بدأت بالفعل في تنفيذ هذا على أرض الواقع؟ فهل هذا مقدمة ليتحقق الخيال على أرض الواقع أم أن الشركة تطمح لمستوى أعلى من رفاهية البشر؟ تابعونا لتعرفوا كل ما هو جديد
بالطبع ما ذكرناه من قبل ما هو إلا تشويق فإذا كنت مللت من زحام المدن وكنت من عشاق البحر ستتيح لك شركة ستوري لاينز “storylines” هذه الفرصة.
فقد أعلنت الشركة عن بناء أول سفينة تسمى “MV Narrative” والتي تضم وحدات سكنية فاخرة وحددت مجموعة من الميزات التي ستميز هذه السفينة عن سفن الرحلات البحرية العادية.
وتبدأ أسعار الوحدات من مليون دولار لتصل إلى ثمانية مليون دولار للبيع وعدد محدود من عقود الإيجار تصل إلى أربعة وعشرون عامًا تبدأ من ستمائة وسبع وأربعين ألف دولارًا، مما ينتج عنه إجمالي إيرادات مبيعات يقدر بمليار ونصف دولار تقريبًا، وقد صرحت الشركة المصنعة أن أعمال بيع الوحدات السكنية بدأت بالفعل وذلك قبل سنوات قليلة من إبحار السفينة.
السفينة الفريدة من نوعها إم في ناراتيف “MV Narrative” ستكون جاهزة على الإبحار في عام 2025، والتي سيتم تشغيلها بواسطة الغاز الطبيعي المسيل، حيث يبلغ طولها حوالي مئتي وخمس وعشرين مترًا تقريبًا وتحتوي على خمسمئة وسبع وأربعون وحدة سكنية على أن يكون عدد سكان السفينة ألف شخصًا فقط.
ستتجول العالم كله من البحر لأجل غير مسمى، وستبحر السفينة خلال رحلاتها المتواصلة نحو مئات الوجهات في القارات الستة، ومن المتوقع أن تصل التوقفات في الموانئ لمدة تتراوح بين يوم وخمسة أيام, وأحد نماذج خط سير الرحلة المتوقعة للسفينة أنها ستقضي أكثر من شهر قبالة السواحل الإيطالية وثلاثة أيام في إسطنبول بتركيا، ويومين في كوتور بمونتينيجرو، مما يسمح بمغامرات بحرية أطول والتجول داخل المدن ثم الرجوع للسفينة مرة أخرى.
وتمنح الشركة ركاب السفينة منزلًا فخمًا دائمًا لقضاء العطلات على متنها والهدف هو منح الناس القدرة على إشباع شغفهم بالاستكشاف مع الحفاظ على بيئة العمل والأسرة والحياة الروتينية، وسيحتوي المجتمع السكني العائم على مكتب بريد ومدرسة ومكتبة ومستشفى وبنك وحتى مساحات مكتبية تستحضر الأشياء المألوفة في حياة البر، ولم ينسى صانعي السفينة الترفيه والمتعة، بل أقاموا أنشطة الترفيه المختلفة كصالات الألعاب الرياضية وعدد كبير من المطاعم، وعيادات مكافحة الشيخوخة الخاصة, إضافةً إلى عدد من حمامات السباحة، وبمجرد الانتهاء من بنائها ستكون السفينة هي الأكبر من نوعها في البحر، ووجود الحديقة المائية التي تعمل بالطاقة الشمسية على متنها ستقوم في الحفاظ على الطعام الطازج, أيضًا تحويل نفاياتها إلى طاقة لتقليل أثرها البيئي.
علاوة ًعلى ذلك فالأطعمة والمشروبات والبرامج الترفيهية، ومرافق اللياقة البدنية وصالات الألعاب الرياضية وغيرها ضمن سعر الوحدة أي ليس لها تكلفة إضافية.
هناك إقبال كبير على الخوض في هذه التجربة حيث صرحت الشركة على تزايد الزحام على شراء تلك الوحدات مما جعل الشركة تبدأ في أخذ دفعات مسبقة لسفينة ثانية في وقت مبكر من أواخر عام 2023، فإن كنت من مشجعي الحياة البحرية فقد سنحت لك الفرصة للتجول داخل البحر والسواحل لأجل غير مسمى، وإن كنت لا ترغب في الالتزام بالعيش طويل المدى في البحر، فهناك أيضاً عدد قليل من عقود الإيجار.. والسؤال هنا إذا كنت تملك الكافي لشراء وحدة تجوب بها العالم حتى النهاية هل ستفعلها؟