أرقام فلكية وغريبة لتكاليف تحضير الجنازات في بعض دول العالم ، فبين الرحيل والحياة ثمة شعيرة بسيطة يتأرجح عليها الآلاف الأشخاص الذين ربما لا يجدون تكاليف تجهيزهم وإنتقالهم للدار الآخرة فيعبرون عن ذلك بطريقة كوميدية ساخرة ويقولون انهم أفقر من أن يتركوا الحياة في الوقت الذي يسرف فيه الكثير من الأغنياء ببذخ وترف حتى في رحيلهم، فماهي أكثر الدول إنفاق على الجنازات .
ربما نكون في دولنا العربية أقل الشعوب على مستوى الأرض في الإنفاق على تكاليف الرحيل وبالتأكيد يرجع ذلك لعوامل عدة من أهمها عامل العقيدة والدين سواء ما يتعلق بالديانة الأسلامية أو المسيحية، غير أن ذلك يختلف تماما عن ثقافات العديد من الشعوب الغربية التي تري في مفارقة الحياة مناسبة هامة للإنفاق ببذخ شديد .
وتختلف نفقات وتكاليف الرحيل من مدينة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى إذ وصلت فى بعض الدول كاليابان إلى 80 ألف دولار، وللانسان أن يختار أين يعيش وأين يستقر بدنه في الأخرة، كل بحسب ميزانيته.
صحيفة “الجارديان” البريطانية قالت خلال تقرير لها ان تكلفة الرحيل زادت بشكل كبير في المملكة المتحدة، فإصبحت الأسر تكافح من أجل تكاليف الحياة والرحيل أيضًا، لأنهم أفقر من أن يرحلوا ، بحسب التعبير الذي استخدمته الصحيفة.
أما في اليابان، يعتبر الرحيل مزيجًا من العادات الدينية والتنظيم المتقن، ورغم أن 98 في المئة من اليابانيين يختارون طريقة التحول الي رماد ، إلا أن الاحتفالات ليست عابرة.
جمعية المستهلك اليابانية تقول إن المواطنين في اليابان يدفعون بين 1,629 و 80 الف دولارًا، بما فيها رسوم نقل الجسمان وخدمات رجل الدين المشرف. في بعض الحالات، وتقديم الهدايا للشخص الراحل التي تضاف قيمتها إلى تكاليف المسألة.
وفي مكسيكو سيتي، تتراوح تكلفة الرحيل بين 480 دولارًا في الجنازات المدعومة من قِبّل دائرة الخدمات الاجتماعية المكسيكية، و 11 ألف دولارًا للجنازات المتكاملة، مع الخدمة الفاخرة والتوابيت الفخمة.
لكن في الولايات المتحدة الأمريكية يختلف الأمر إذا أضيفت تكاليف الرعاية الصحية الأميركية العالية، فليس الأمر مستغربًا أن يكون الرحيل مكلفًا في نيويورك، التي تعتبر واحدة من أغلى المدن في الولايات المتحدة. فبسبب محدودية المساحات الخضراء لإيداع الراحلين بها ، فإن حجز المكان المخصص لذلك يكلف 10,000 دولار، فيميل الأميركيون بسبب ذلك إلى طريقة التحول الي رماد الذي يكلف زهاء 700 دولار. لكن حفل التأبين الذي يليها تتراوح تكلفتة أحيانًا من 2500 إلى 4000 دولار.
أما عن كندا فهي مختلفة بحسب المنطقة ومساحة إيداع الراحل في التراب والطريقة المعتمدة هي تحويل الراحل الي رماد وهو الأساس في تورنتو، ويكلف نحو 1135 دولارا. وتصل تكلفة الجنازات الضخمة إلى 15 ألف دولار، لذا يفضل معظم الكنديين إقامة حفلات التأبين في المنازل.
وننتقل الي لندن ، وبحسب أرقام شركة “سانلايف” لتنظيم حفلات التأبين، تضاعفت كلفة الرحيل في المملكة المتحدة خلال السنوات الأخيرة. فالشخص الراحل يكلف زهاء 43 في المئة من مجمل المصاريف، بمبلغ قد يصل إلى 3,590 جنيه إسترليني، أما حجز المرقد فيكلف 3 آلاف جنيه إسترليني.
وأخيرا في دولة الإمارات العربية المتحدة، تعتمد تكاليف عملية الوضع في المرقد على دين الشخص الذي رحل. فرسوم المرقد المسيحي هو 1100 درهم للكبار و350 درهمًا للأطفال ومع عدد العمالة الوافدة الكبير إلى دبي، تكاليف نقل بقايا البشر باهظة جدًا. وفقًا لمكتب الإحصاء في عام 2012، 7,3 ملايين من 8,3 ملايين من سكان دبي هم من العمالة الوافدة. وتصل كلفة صنع صناديق نقل بقايا الراحل إلى 2300 درهم. ويمكن نقل التابوت إلى الهند بتكلفة تصل إلى 5000 درهم. وتم إنشاء مرفق التحويل إلي رماد الجديد في إمارة العين، ما خفض التكاليف بشكل كبير، ووفر زهاء 1000 درهم.
وفي الختام هل تعتقدون أن تلك التكاليف تعتبر غير طبيعية مقارنة بالدول الفقيرة