أمطار غزيرة وسيول عارمة بمعظم ولايات السودان في الآونة الأخيرة، تجتاح عددا كبيرا من مناطق شمال ووسط وغربي البلاد. قرى زراعية جرفت بالكامل، وبيوت تمت تسويتها بالأرض، مع خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. ترى ما الذي تمر به السودان في الآونة الأخيرة؟ وما هو سبب كل هذا الخراب؟ التفاصيل في التقرير التالي:
تسببت السيول والأمطار التي عمت السودان في الفترة الأخيرة في وفاة ما يقارب من 52 شخصا في السودان، منهم 38 حالة غرق، و11 تحت الأنقاض، و3 حالات لأشخاص صعقوا بالكهرباء.
كما تضمنت الخسائر الكلية انهيار ما يزيد على 5 آلاف منزل بشكل كلي، مع تأثر 450 فدانا من الأراضي الزراعية.
لم تتوقف السيول عند هذا الحد، بل تم تجريف طرق قومية كاملة رئيسية مهمة تربط بين شمال السودان وعاصمته الخرطوم.
وانتشرت صور وفيديوهات توضح عمليات الانقاذ لعدد من الركاب من تحت الأمواج والسيول، واضطرت إدارة المرور السريع بشمال كردفان إلى إيقاف حركة الباصات والمركبات الصغيرة بطريق الصادرات بسبب اجتياح السيول له.
وناشد رئيس غرفة العمليات المركزية المواطنين توخي الحيطة والحذر، مؤكدا أن الهيئة تتابع الموقف عن كثب وتتلقى تقارير على مدار الساعة، وتعمل على توفير المواد الإغاثية إلى المناطق المتأثرة.
ويأتي ذلك التحذير في ظل مخاوف من تكرار ما حدث في الأعوام الماضية، مع مؤشرات الأرصاد الجوية التي تتوقع هطول أمطار غزيرة قد تتسبب في جريان السيول مرة أخرى في ولايات كسلا، والقضارف، وسنار، والنيل الأزرق، والجزيرة، والنيل الأبيض، وكردفان ودارفور، بخاصة وأن معظم تلك الولايات الريفية ليست مستعدة لمثل تلك الظواهر الخطيرة.
لم تسلم العاصمة هي الأخرى من هطول الأمطار، فبعد هطول أمطار متوسطة نسبيا خلال اليومين الماضيين على الخرطوم، تعطلت بعدها حركة المرور والطرق، وتسببت في اختناقات مرورية في عدة مناطق؛ لاحتباس المياه فيها بسبب ضعف التصريف.
وفي ولاية نهر النيل الأقرب إلى الخرطوم من الجهة الشمالية، أكثر الولايات تضرراً، فقدت آلاف الأسر في نواحي الولاية المختلفة المأوى بعد أن جرفت سيول عارمة منازلهم وسوتها بالأرض، ودمرت الأمطار والسيول المصاحبة لها كذلك مشاريع زراعية، وعزلت عدداً من المناطق والقرى.
استمرار هطول الأمطار الغزيرة تسبب بارتفاع منسوب نهر الرهد، والذي أدى بدوره لفيضان اجتاح منطقة دار السلام، وأدى لانهيار ما يقارب من 40 منزل، ووفاة شخص واحد على الأقل.
وفي ولاية الجزيرة، انهارت مئات المنازل المحاصرة بالسيول والأمطار، وبلغت حصيلة القرى المنهارة حوالي 750 منزلا قابلة للزيادة، في الأيام المقبلة.
ومع اجتياح السيول لمعظم الأحياء القريبة من المدينة، أجبر السكان على الخروج في العراء على جوانب الطرق العامة.
كما حذرت وزارة الري من فيضان قادم متوقع على ضفاف النيل الأزرق، مع توقعها بتأثر المقيمين بالمناطق القريبة من ضفاف النيل بين محطتي الديم وحتى الروصيرص.
وقد مر السودان بأمطار مشابهة في السنوات السابقة، أدت إلى سيول وفيضانات مدمرة، وأسفرت حينها عن أضرار مادية وبشرية ضخمة.
فقد تسبب آخر فيضان في انهيار كلي لأكثر من 40 ألف منزل، وتضرر ما يزيد على 118 ألف منزل آخر، إضافة إلى تدمير المرافق العامة وخراب مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية حينها.