مع مرور الذكرى الـ 49 لانتصارات أكتوبر 1973، لا تزال مليئة بالأسرار والحكايات، والتي ربما أبرزها قصة الصورة الشهيرة التي ظهر فيها الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع قيادات القوات المسلحة… ولكن هل تعلم أين تم التقاط هذه الصورة؟ إذا كنتم تريدون أن تعرفوا القصة فابقو معنا.
قد لا يعلم الكثير أن الصورة الشهيرة التي تم التقاطها لقيادات القوات المسلحة قبل دقائق من تحرك الجيش المصري لعبور قناة السويس تمت في «قصر الطاهرة».
فوفقًا للتقارير، فإن قصر الطاهرة تم تحويله في هذه الفترة إلى غرفة عمليات لقيادة القوات المسلحة، كما كانت تتم فيه لقاءات مكثفة قبل الحرب، وتم تحويل أجزاء من القصر إلى غرف متابعة للحرب.
وتشير التقارير أيضًا إلى أنه قبل التحركات مباشرة تمت تغطية كل جدران القصر بخرائط تفصيلية ضخمة لسيناء، كما أن الرئيس السادات كان يدير من خلاله ومعه قادة القوات المسلحة إدارة العمليات العسكرية.
تاريخ قصر الطاهرة
تاريخ قصر الطاهرة يعود إلى أوائل القرن العشرين قام ببنائه المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك أنطونيو لاشياك من أعظم المعماريين الأجانب الذين جاءوا إلى مصر، والقصر تم بنائه للأميرة أمينة عزيزة ابنة الخديوي إسماعيل والدة محمد طاهر باشا، وقد تم بنائه على الطراز الإيطالي، ويظهر ذلك جليًا في السلالم الرخام والسقوف المرمر الرائعة.
ومن الأميرة أمينة عزيزة ابنة الخديوي إسماعيل انتقلت الملكية إلى ابنها محمد طاهر باشا، ومن اسم طاهر باشا جاءت تسمية القصر بقصر الطاهرة.
في عام 1939، اشترى الملك فاروق الأول قصر ابنة الخديوي إسماعيل بمبلغ 40000 جنيه من نجلها محمد طاهر باشا، وقدمه كهدية إلى زوجته الأولى الملكة “فريدة”.
وفي عام 1953، تم مصادرة قصر الطاهرة جنبًا إلى جنب مع بقية القصور التي تنتمي إلى سلالة عائلة محمد علي، من قبل الدولة بعد سقوط النظام الملكي، والكثير من متاع قصر الطاهرة الثمين ظهر في المزادات التي ترعاها الدولة والحكومة في محاولة لملئ خزانتها. وفي غضون ذلك، جري وضع خطط جديدة من أجل قصر الطاهرة.
وبمرور الوقت، كان مقر إقامة أرملة شاه إيران في عام 1980، وكان قصر الطاهرة بالفعل في حالة مزرية من السوء، إضافة إلى آثار الإهمال والنهب التي بدأت تظهر عليه، وربما كان هذا السبب في أن الامبراطورة فرح ديبا، مع عائلتها الإيرانية، فضلوا استئجار فيلا في جنوب فرنسا. ومن بين المقيمين في هذا القصر كان رئيس الوزراء في فرنسا ليونيل جوسبان، الذي أقام في قصر الطاهرة في أثناء زيارته لمصر.
وفي العام 1996، طالب بناء الملك اروق بملكية قصر الطاهرة، واستند الادعاء على ما تم الإعلان عنه في صحيفة الأهرام في 3 مارس 1939، على أن الملكة فريدة قد اشترت القصر من طاهر باشا بمبلغ 40.000 جنيه، وكانت حجتهم أن فريدة ذو الفقار كانت متزوجة من الملك، ولم تكن من سلالة محمد علي وبالتالي لا يحق تنفيذ قانون المصادرة عليها. إلا أن بنات الملك فاروق الثلاث من فريدة لم يكسبوا القضية، وظل ما تم مصادرته على الحال ذاته.