في عشرينات القرن الماضي لم تكن العراق مقسمة الي محافظات أو مدن ولكن كان ما يسمى بساتين ودرابين والدرابين هو مصطلح يشبه الزقاق أو الحارة الضيقة، وهو منتشر في العراق، وانتشرت الكثير من القصص حول هذه الدرابين المسكونة بالجان وأشهرها ما سأرويه لكم في ملخص القصة فابقوا معنا.
في منطقة بغداد وفي أحد أشهر الدرابين، دربين الحيدر خانة، كان يعيش مجموعة من الناس في خمسينات القرن الماضي كانوا يحكون عن هذا الدربين وان ما يحدث به لم يكن طبيعيا ابدا.
ففى الليل ينشتر الفحم المشتعل ملقى على الأرض وبطريقة غير مفهومة، وعندما يقوم الشباب بمحاولة جمعوا كان الفحم يختفي أو ينطفأ فجأة، بدون سابق انذار ،اعتقدوا ربما صاحب محل الأرجيلة هو من يقوم بذلك لكنه كان يطفأ الفحم داخل محله واقسم لهم أنه لا يضعه في الشارع ابدا وتاكدوا فعلا من هذا الأمر.
اما المرأة العجوز التي تأتي كل يوم قبيل الفجر وتجلس على باب الطرقات أو المنازل، لم يعرف أحد بأمرها حتى الآن ، واحيانا كان يسمعها سكان الدربين وهي تقول: “لن اسامح أحد، اريد ابنتي” بصوت مخيف للغاية.
وكلما أقترب أحد منها كان يحكي شئ مختلف، فمرة يقال أنه يجد وجه مخيف ومرة يقول أحدهم أنه رأى عجوز ضحكت ضحكة شريرة ، ومرة أخرى يقول إنه شاهد رجل اسود مخيف، وظلوا أهل الدربون يرونها ولا يعلموا من اين اتت، ولكن احد اهالي الحي راقب هذه المرأة ، فوجدها تدخل في منزل مهدم لا يقترب منه أحد في نهاية هذا الزقاق مهجور منذ عدة سنوات.
هذا المنزل أثيرت عنه حكايات كثيرة للغاية، منها أنه سكنت البيت امرأة فقيرة مع طفلها، كانت لا تملك مكاناً للعيش فقررت أن تعيش في البيت دون أن يعلم أحد، ويقال أن الجان عذبها ووجدت ميتة مع ابنها.”
حاول أهالي الدريين دخول المنزل وراء العجوز ، فتارة يرونها تختفي داخله، وتارة يرون رجل يرتدي ابيض يجلس على الشرفة
وتارة يسمعون صوت ينادي من فوق ويقول أهربوا ولا احد يقترب، وتارة يقولون انهم يسمعون صوت صراخ وجري داخله،
وانتقلت قصته على مر الوقت وأصبح مهجورا لا يدخله احد.
والأغرب ما حدث عندما عندما دخل رجال الدين، لم يجدوا شيئاً، ولكن عند خروجهم ومحاولة اقناعهم للناس بأن المؤمن الحقيقي لا يخاف من الجان، أتى الرد من داخل المنزل الفارغ مع صوت طبول تقرع كأنها حفلة ، ووقتها فر الجميع خائفا
لكن ما الذي يحدث حقا في هذا المكان ؟
عالم روحاني بغدادي قال إن مشاكل هذا المكان منذ زمن بدأت من ثلاثينات القرن الماضي وقال إن هذا الزقاق تحديدا شهد جريمة مروعة، حيث تقاتل عائلتين بسبب رغبة ابنهم في زواج من ابنة العائلة الأخرى ورفضت العائلتين الأمر وأدى ذلك بحدوث مشاكل كثيرة فقام الشاب بانهاء حياته وحياة الفتاة ، فانتقم اخو الفتاة من أهل الشاب وقتل أمه واخته حتى تدخلت الشرطة لتمنع استمرار هذا الثأر ورحل من تبقى من عائلة الفتاة خارج الحي.
وقال ان بسبب كثرة الهرج والقتل في هذا المكان تلبس بالجان الترابي الاسود ولم يخرج منه، وهو السبب وراء هذه المشاكسات الغريبة التي يراها أهل الحي.
فبسبب القتال انفتح باب للجان لاستغلال للموقف وسكنوا المكان، اما المرأة العجوز فقيل انها ام الفتاة يتلبس الجان في شكلها لأنها كانت مصدر كبير للخلافات وزيادتها، ورغم مرور ما يقرب من مائة عام إلا أن هذا الحي لازال يخيف الكثيرون من اهالي بغداد حتى اليوم.