يبدو أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بارع فى إخفاء ما يعانية الاقتصاد الروسى من انهيارات عن طريق التندر بالطرف والضحكات هنا وهناك، فتارة يسخر من العقوبات وتارة يحاول رفعها.. ماذا فعل بوتين؟
سخر الرئيس فلاديمير بوتين من الإجرءات الغربية المفروضة على بلاده، بطرفة رواها خلال حديثه بمؤتمر جماهيري، على لسان ألمانى وصغيره، حيث روى الرئيس الروسى الطرفة من أجل السخرية من التأثير العكسى للعقوبات الغربية على الاتحاد الأوروبى وليس على موسكو، فى محاولة لإخفاء ما يعانية الاقتصاد الروسى.
وقال بوتين: يسأل الصغير والده: لماذا الجو بارد جدا؟
فيجيب الوالد: لأن روسيا استهدفت أوكرانيا.
صغيره: وما شأننا نحن؟
الأب: لأننا فرضنا عقوبات على روسيا.
صغيره: لماذا؟
الأب: ليندموا على فعلتهم.
صغيره: وهل نحن روس؟
أكد بوتين من خلال طرفته، التأثير العكسى للعقوبات الغربية بعد توقف إمدادات الغاز الروسى الذي يغطي 40 % من احتياجاتات الغاز للقارة العجوز.
حيث أثر توقف الغاز الروسى على إمدادات الغاز في أوروبا، وعلى أسعار فواتيرة التى أصبحت باهظة على العديد من المواطنين ما تسبب فى تظاهرات فى أغلب دول القارة العجوز بسبب ارتفاع الأسعار.
وكان رئيس وزراء المجر فكتور أوربان، قد قال إنه تم فرض 11 ألف عقوبة ضد روسيا حتى الآن، لكنها لم تنجح.
فيما أكد البنك الدولي أن روسيا نجت من عاصفة الإجرءات الغربية ضد الاقتصاد الروسي نتيجة ضوابط وسياسات سارع الكرملين إلى تبنيها ردا على حزم الإجراءات المتتابعة.
على جانب آخر نفى المستشار الألمانى خلال تصريحات سابقة التأثير السلبى الذى يتحدث عن الرئيس الروسى بشأن توقف غاز موسكو على ألمانيا
قال المستشار الألماني أولاف شولتز، إن بلاده مستعدة لمواجهة الشتاء القادم بدون الغاز الروسي.
وأكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده “حررت نفسها من التبعية” للغاز الروسي و”مستعدة جيدًا” للشتاء، متعهدًا بمواصلة دعم كييف، ومشددًا على أن ألمانيا وأوروبا وأوكرانيا ستخرج من الوقائع فى أوكرانيا “أكثر اتحادًا واستقلالية”.
وطمأن شولتس مواطنيه القلقين بشأن أزمة الطاقة في البلاد، مؤكدًا أن بلاده لديها ما يكفي من موارد الطاقة للأشهر القادمة على الرغم من وقف توريدات الغاز الروسي، لافتًا إلى أنه تم بالفعل تجاوز نسبة مستوى الملء لخزانات الغاز التي تقدر بـ 95% والتي كان يتم السعي للوصول إليها في الأول من نوفمبر القادم.
مع كل هذا، تنذر المؤشرات الاقتصادية في ألمانيا بمشكلة كبيرة، بسبب ارتفاع فاتورة الطاقة، إذ زادت حالات إفلاس الشركات بنسبة 34 بالمئة في سبتمبر 2022 مقارنة بنفس الشهر في العام السابق، فيما توقع معهد الأبحاث الاقتصادية الألماني أن ترتفع حالات الإفلاس 40 بالمئة في نوفمبر.
ويحاول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من خلال إلقاء النوادر والطرف نفي التأثير السلبى للإجراءات الغربية ضد الاقتصاد الروسى إلا أن الاختباء خلف ستار الضحك والطرف لن يخفي شلل الاقتصاد الروسي تماما على كل المستويات.
فانهارت الواردات إلى روسيا وتعاني الشركات المصنعة من أزمة في الحصول على مكونات التصنيع الهامة لا سيما أشباه الموصلات والمكونات الأخرى عالية التقنية، وأصبح رهان روسيا على الصين فقط إلا أنه يبدو غير واقعي لاسيما أن الصين أصبحت تعاني هي الأخرى فى الحصول أشباه الموصلات والمكونات الأخرى عالية التقنية والتى لها استخدام لوجيستى في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا.
طرفة بوتين أو مزحته بشأن التأثير العكسي للاجراءات الاقتصادية الغربية، تتنافى مع محاولته الحثيثة لرفع هذه الإجراءات عن بلاده واستخدامه للغاز كأداة وورقة رابحة فى وجه الغرب من أجل نجاح مخططه.
تقف أوروبا بصمود أمام التهور الروسى فى أوكرانيا، على الرغم من التأثير السلبى لنقص سلاسل توريد الغاز وارتفاع الأسعار، فيما تحاول روسيا البقاء صامدة هى الأخرى لأكثر وقت ممكن مع انهيار اقتصادها، ولكن السؤال هنا إلى متى يستمر هذا الصمود عند الجانبين مع قدوم فصل الشتاء؟