عند الحديث عن ثروات بلد كالعراق يتبادر إلى الذهن موارده الطبيعية الهائلة وعلى رأسها النفط كأهم موارد العراق الطبيعية؛ لكن العراق في الحقيقة بلد يضم ثروات أكبر بكثير.
فالبلد يضم حوالي ثلثي الكبريت الرسوبي الموجود على الكرة الأرضية، ومن أكبر الدول ثراء بالغاز الطبيعي، وله ثروات طبيعية وموارد بشرية وموقع جغرافي ممتاز، كما أنه يهج بالرموز السياحية ويحتوي على أنهار ومساحات تكفي لأضعاف العدد الحالي والمتوقع للسكان. وفي هذا التقرير سنحاول التعرف معا على بعض من ثروات العراق الهائلة.
يأتي ترتيب العراق التاسع عالميا في الثروات الطبيعية، حيث يحتوي على نحو 11% من الاحتياطي العالمي للنفط واقعا بذلك في المرتبة الثالثة في مجال احتياطيات النفط العالمية، و9% من الفوسفات.
كما أن حقول المشراق بالعراق تعد أكبر حقول الكبريت الرسوبي في العالم، حيث يقدر الاحتياطي العالمي بـ600 مليون طن، وتعد الأكبر في العالم، وتقدر احتياطاتها بقرابة 360 مليون طن.
وتعدد استخداماته ما بين الصناعات الدوائية والبارود والأسمدة والمبيدات وتعفير الحبوب الزراعية. ولولا أن الصناعة متوقفة الآن في العراق، لاستطاع أن يحقق عائدا ماديا كبيرا للبلاد؛ بسبب خلو المنتج من المخلفات الكبريتية.
كما أن العراق يعتبر ثاني أكبر دولة مبددة للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا، وتشير بيانات البنك المركزي إلى أن العراق أحرق عام 2016 ما مجموعه 17.73 مليار متر مكعب من الغاز، ثم ارتفع ذلك عام 2019 ليصل إلى 17.91 مليار متر مكعب وهي كميات تكفي لإمداد ما لا يقل عن 3 ملايين منزل بالطاقة الكهربائية.
وتقدر نسبة الهدر في الطاقة إلى 2.5 مليار دولار سنويا، للغاز الطبيعي منها نسبة الأسد بما يقدر بـ18 مليون دولار يوميا.
كما يحتل العراق المركز الثاني عالميا في احتياطي الفوسفات بعد المغرب والبالغة كمياته 10 مليار طن متوزعة على أربع حقول في الأنبار.
ويمتلك العراق احتياطيات كبيرة من خام اليورانيوم في مناجمه على الحدود مع سوريا. وقد سبق للعراق أن أنتج في منتصف ثمانينيات القرن الماضي ما لا يقل عن 164 طنا اليورانيوم الخام.
وعند القيام بتقسيم قيمة الثروة الطبيعية على مساحة الدولة، فسيحتل العراق المركز الأول من حيث قيمة الثروة الطبيعية في الكيلومتر المربع الواحد بواقع 362ألف دولار وبفارق أكثر من الضعف عن دولة مثل السعودية مثلا. وبفارق عن الولايات المتحدة الاميركية وروسيا رغم الفارق المهول بالرقعة الجغرافية الموجود لصالح الدولتين.
ويعتبر البعض أن مشكلة العراق تمكن في اعتماده على الاقتصاد الريعي النفطي فقط، وعدم استثمار باقي الموارد الطبيعية بشكل مناسب.
ويعتقد محللون أن استثمار الموارد الطبيعية المختلفة في العراق وتنويع مصادر الدخل القومي سيساعد العراق على جني ثمار ثرواته الطبيعية الهائلة، فهل برأيكم سيحدث هذا قريبا؟