السيسي وآبي أحمد وجها لوجه في مؤتمر المناخ.. من أقنعه للقدوم لمصر وكيف سيكون اللقاء الأول؟ وهل يحسمان أزمة سد النهضة بشرم الشيخ؟
لم يكن قدومه فى الحسبان، ولا زيارته للقاهرة منتظرة فى وقت قريب، إلا أنه جاء إلى شرم الشيخ فى زيارة لم يعلن عنها سابقا للمشاركة فى مؤتمر المناخ فهل تكون مشاركة أبى آحمد فى مؤتمر المناخ بداية حل أزمة سد النهضة؟.. ماذا حدث فى شرم الشيخ؟
وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد، اليوم الأحد، إلى مطار شرم الشيخ الدولي، للمشاركة في قمة المناخ cop27، ويرافق رئيس الوزراء الأثيوبي عددا من الوزراء للمشاركة في المؤتمر، الذي يحضره زعماء وقادة دول العالم.
وتستضيف مصر قمة المناخ cop27 بشرم الشيخ ،في الفترة بين 6 إلى 18 نوفمبر الجارى، والتي تعتبر أكبر وأهم قمة على مستوى العالم، لمناقشة مصير كوكب الأرض وإنقاذه من التدهور والانهيار، ليعود دور مصر الرائد والتاريخى فى تنظيم مؤتمرا يعول عليه العالم كثيرا في إنقاذ البشرية من الآثار السلبية للتغير المناخى، والمساهمة في إنقاذ البشرية.
وتعد زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلى مصر، هي الثانية له بعد أن غادر القاهرة للمرة الأخيرة فى يونيو 2018، حيث كان أجرى مباحثات الرئيس السيسي حول سبل دعم العلاقات الثنائية وتوسيع التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
ويرى مراقبون أن وجود أبى أحمد فى شرم الشيخ يمؤتمر المناخ، فرصة مثالية لعقد جلسات ودية بين الدول الثلاث مصر والسودان لاستئناف المفاوضات بشأن السد النهضة المتوقفة منذ فترة كبيرة بسبب التعنت الإثيوبي.
فعلى مدار أحد عشر عامًا هي عمر الأزمة، خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عدة جولات من المفاوضات، إلا أن أديس أبابا لم تُبد أي مرونة للحل طوال تلك الفترة، وكذلك كان هناك تعنت من جانبها وعدم قبول لأي حلول مقترحة سواء قدمتها مصر والسودان منفردتين، أو كل على حده، وكذلك لم تقبل الاقتراحات التي قدمها الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
ويضع المراقبون، آمالًا كبيرة على تدخل الأمين العام للأمم المتحدة، والرئيس الأمريكى جو بايدن، للوساطة فى إقناع إثيوبيا بالتوقيع على اتفاق ملزم بشان سد النهضة، لاسيما أن له أضرار بيئية كبيرة على دولتى المصب.
وكانت أديس أبابا انسحبت فى عام 2020 من الاتفاق الأقرب الذى كان سيحل الأزمة من جذورها برعاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن طريق توقيع الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا بالأحرف الأولى على اتفاق ملزم بشأن ملء خزان السد على مراحل وعلى آليات لضبط ملئه وتشغيله خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، لكن إثيوبيا تخلّفت عن الاجتماع، ووقّعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.
فهل ينجح الرئيس الأمريكى جو بايدن فى إقناع إثيوبيا بالتوقيع على اتفاق ملزم، والذى فشل فيه الرئيس السابق دونالد ترامب، ليكون انتصار سياسى له خارجى قبل انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى فى 8 نوفمبر المقبل
وستكون قمة المناخ، اللقاء الأول الذى يضع الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي وجه لوجه منذ فترة كبيرة، بعد التعنت الكبير من إثيوبيا فى التوقيع على أى اتفاق ملزم بشأن سد النهضة، وقيامها بإجراءات أحادية في تخزين وتعلية السد بعيدًا عن دولتى المصب، وتأكيد الرئيس السيسي على حماية حقوق مصر المائية.
تجمدت المفاوضات بين الدول الثلاث، منذ أبريل 2021، والتي كانت تٌجري برعاية الاتحاد الإفريقي، بعد فشلها في التوصل لاتفاق، لتتجه مصر بعد ذلك إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بالضغط على إثيوبيا عبر الشركاء الدوليين للتوصل لاتفاق مرضي لكافة الأطراف.. فهل تكون كوب 27 وتجمع الشركاء الدوليين فرصة للوصول إلى اتفاق بين الثلاث دول؟