يبدو أنه لا سبيل للهدوء في شبة الجزيرة الكورية، مع تطور الأحداث بشكل مستمر وتغير العقيدة العسكرية لجيران كوريا الشمالية وتبادل إطلاق المقذوفات على الحدود.. ماذا حدث في بحر اليابان؟
تصاعدت الأحداث في بحر اليابان بعد مناورات أمريكية، وردت كوريا الشمالية بشكل سريع مما وضع العالم كله في حالة ترقب.
وقال الجيش الكوري الجنوبي، إن كوريا الشمالية أطلقت مقذوفين باليستيين قصيري المدى في اتجاه البحر الشرقي، وذلك بعد مناروات جوية شاركت فيها قاذفات “بي- 52” الأمريكية الاستراتيجية.
ونقلت وكالة “يونيهاب” الكورية الجنوبية عن هيئة الأركان المشتركة قولها، إنها رصدت عملية الإطلاق من منطقة “سونان” في بيونج يانج.
وأضافت: “حلق المقذوفان حوالى 250 كيلومترا و350 كيلومترا على التوالي، ولم تكشف عن تفاصيل أخرى بشأن الإطلاق”.
وجاءت خطوة كوريا الشمالية بعد أن أجرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات جوية بمشاركة قاذفات القنابل الاستراتيجية الأمريكية من طراز “بي – 52″، وطائرات الشبح من طراز “إف- 22”.
وكانت المناورات تمثل استعراضا للقوة ردًا على إطلاق المقذوفات من قبل كوريا الشمالية اتجاه جارتها الجنوبية.
ونددت هيئة الأركان المشتركة بإطلاق المقذوفات، ووصفته بأنه “استفزاز كبير” يضر بالسلام والاستقرار، ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية ولكن في العالم، وأكدت أنه خرق “صريح” لقرارات مجلس الأمن الدولي.
لكن في المقابل، ترى بيونج يانج أن المناورات التي تجمع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تهديدا لها وتمثل بداية عملية سيطرة على أراضيها.
ومنذ بداية 2022 ، أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 60 مقذوفا باليستيا، وهو رقم قياسي غير مسبوق.وحلق أحد تلك المقذوفات فوق اليابان وتسبب في رعب كبير ونزل السكان إلى المخابئ تحت الأرض وعلى آثره غيرت اليابان عقيدتها العسكرية وخصصت ميزانية ضخمة للجيش.
حيث أعلنت مراجعة لسياستها الدفاعية منذ المواجهة العالمية الثانية ومضاعفة ميزانية الدفاع السنوية إلى أكثر من 80 مليار دولار في غضون 5 سنوات، كما قررت توحيد قيادتها العسكرية، وزيادة مدى مقوفاتها، مما يجعل الميزانية العسكرية اليابانية الثالثة في العالم بعد الولايات المتحدة والصين.
وخلال الأشهر الماضية، صعدت الولايات المتحدة من تواجدها العسكرى فى بحر اليابان، وأجرت حاملة الطائرات الأمريكية رونالد ريجان والسفن المصاحبة لها تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الكورية الجنوبية سبتمبر الماضى ردا على اختبار كوريا الشمالية مقذوفا باليستيا والذي يعد أول تدريب من نوعه يتضمن حاملة طائرات أمريكية منذ عام 2017.
ويرجع تصاعد الأحداث في بحر اليابان، بسبب غضب بيونج يانج من الأحداث والتدريبات العسكرية بين الحلفاء الثلاثة فى بحر اليابان بالقرب من حدودها، مما دفعها لإطلاق مئات من قذائف المدفعية من سواحلها فيما أسمته تحذيرا شديدا لجارتها الجنوبية.
تتصاعد الأحداث في بحر اليابان بين كوريا الشمالية، وجارتها الجنوبية واليابان، ككرة الثلجن وتضخم مع مرور الوقت، حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الاستراتيجي لكوريا الجنوبية واليابان أصبحت طرف رئيسي في المعادلة، مما يؤثر بشكل كبير على زيادة حجم كرة الثلج وزيادة حجم الأزمة بسبب توتر كوريا الشمالية من التدخل الأمريكي والتي تعتبره تمهيدا لدخول أراضيها، ووضعت الخيار النووي على أسنة مقذوفاتها مما يضع العالم كله في موقف صعب، فما بين التهديدات من روسيا وكوريا الشمالية يعيش العالم كله على أصابعه خوفا من استخدام الخيار النووي؟