منوعات

قصة الطبيب الإنسان الذي يجري العمليات وهو على كرسي متحرك

فعلا الإعاقة إعاقة عقل وتفكير، عمرها ما كانت إعاقة جسد، ونماذج كثيرة حولنا توضح هذا المعنى ، عندما تكون الإنسانية أقوى من أى جانب آخر مادى،عندم يفكر الدكتور فى المرضىمن أجل أن يرى ابتسامتهم عادت لهم.

إيه حكاية الصورة المنتشرة لدكتور مصاب بالشلل وداخل العلميات،الغريب إنه هو اللى هيقوم بإجراء العملية،مين ده،وإيه اللى حصله؟وإزاى قدر فى حالته دى يقوم بواجباته كدكتور جراحة عظام ؟تفاصيل كتير عن حالة المريض هنعرفها فى التقرير التالي:

فى الساعات اللى فاتت إنتشرت صورة، وحقيقى من الصور اللى لمست قلوب كل جمهور السوشيال ميديا،لو ندور على سبب محدد للتفاعل الكبير ده مش هنلاقى،هل تفاعلوا معاه علشان حالته بس ؟ ولا علشان حالته ورغم كده قام بدوره على أكمل وجه؟ ده اللى هنعرفه فى الحكاية دى ..

الحكاية بدأت لما إنتشرت صورة لدكتور وهو لابس لبس العمليات ،وداخل يجرى عملية،الغريب إنه كان على كرسى متحرك إنت متخيل ،هيجرى العملية لمريض وهو لا فى وضع الوقوف أوى ،ولا فى وضح الجلوس المظبوط يعنى لو حد سليم الوضع ده صعب جدا .

الدكتور ده إسمه تيد روميل هو جراح عظام مصاب بالشلل فى الجزء السفلى من جسمه من 2010،وده بسبب إصابة فى عموده الفقرى.

حالته إتشخصت إنه مصاب بالورم الوعائى حاجة كده زى كيس دموى فى عموده الفقرى،وعاش تيد بالتكيس الدموى ده حوالى 11 شهر لحد ما حالته إتدهورت وكان لازم يحصل تدخل جراحى ،رغم إنه كان خايف إن التدخل الجراحى ده هيعمله شلل ،وفعلا تيد إتصاب بالشلل من أول وسطه لحد صوابع رجليه .

فجأة تيد لاقى نفسه من غير شغل وبعد ما كان بيعمل فى السنة أكتر من 1000 عملية،فى الوقت ده قرر إنه ميستسلمش ويرجع لعملياته وشغله ولو ده ممكن يكلفه أى حاجة هو مستعد لأى خسارة بس مش مستعد يحش بالعجز وقلة الحيلة .
وفعلا بدأ يرجع لشغله فى العمليات واحدة واحدة، بس بشرط يكون معاه دكتور جراح تانى والعملية تتم تحت إشرافه،ولكن هو لا إحتاج لمساعدة ولا إشراف من أى دكتور تانى، وده بيدل على إنه محتفظ لمهاراته رغم كا الظروف الصحية اللى مر بها .

وفعلا قدر وهو على الكرسى المتحرك إنه يجرى عمليات الجراحية الكتيرة في اليدين والمرفقين والقدمين والكاحلين، والركبتين ولكن بسبب حالته الصحيه مقدرش يعمل العمليات اللى فى الكتف لأنها هتحتاج وقوفه لفترات طويلة ،رغم إن عمليات الكتف دى كانت من العمليات المفضله له.

الكل كان متعجب ومستغرب من تصرف الدكتور تيد،ومستغرب أكتر من نجاح العمليات اللى قام بها فى الظروف دى ،وقالوا إن السر فى وقوفه بالطريقة دى هو إصراره على ممارسة الرياضة بشكل مستمر.

ولكن السر الحقيقى فى كل اللى حواليه وحبهم له من أصدقاء وعائلة وخصوصاً زوجته كاثرين، رفعوا من روحه المعنوية وبإصرار الطبيب نفسه وقدرته على مواجهة الصعوبات، بقى قادر على استعادة حياته بشكل كامل .

تيد بيقول أن حريته بالرغم من إعاقته تكمن في إنقاذ أرواح الناس ,بإنقاذي لأرواح الناس أستعيد جزء من حياتي, و أنه يحافظ على ليقاته البدنية بالقيام ببعض التمارين الرياضية اليومية , وبدعم اسرته العظيمة لا يعاني من أي مشاكل نفسية بسبب إصابته.

لو بصينا على الموضوع من زاوية أوسع شوية، سبحان الله إتصاب بمرض من الأمراض اللى هو أصلا بيعالجها وخاصة بجراحة العظام ،ولو حد غير الطبيب كان إستسلم لحالته،وقال كفاية الشغل اللى إشتغلته ونصيبى كده وبكى على اللبن المسكوب،لكن هو لا فكر فى فلوس ولا إستغل حالته فى إستعطاف الناس بالكعس تفكيره كل إنسانى من الدرجة الأولى .

كمان إنت كمريض ممكن متوافقش إنه دكتور فى حالته هو اللى يجرى العملية ليك،وهتبقى حاطط إيدك على قلبك وتقول ممكن متنجحش. لكن فى ناس وثقت فيه وف قدرته ويمكن ده اللى خلى حالته النفسية متتأثرش بإصابته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى