منوعات

قصة بابل مدينة الأعمال السفلية وهل تأثيرها ممتد حتى الآن؟

في أرض العراق القديم وفي مدينة بابل التي عرفت بالحضارات العظيمة والتقدم العلمي الذي فاق منطق زمنها بكثير، حتى أصبحت واحدة من عجائب الدنيا السبع بجنانها وحدائقها المعلقة، لكن على الرغم من هذا الوجه المشرق لها، فهي تملك أيضا وجه آخر شديد الظلام، فقد انتشرت في بابل الأعمال السفلية حتى أصبحت أرضا للشياطين، وتحول العلم فيها إلى لعنة حتى انهارت حضارتها، فما قصتها؟

ظهرت الأعمال السفلية قبل آلاف الأعوام من ظهورها في مدينة بابل، لكنها انتشرت فيها بشكل كبير وعميق، قادمة من بلاد فارس على يد كاهن يسمى زورستور، فهو من وضع أساس الأعمال السفلية وطريقتها، والتي استوحاها واستمدها من الشياطين الذين علموها للبشر وألقوها بينهم، فسار عليها الكنعانيون والمصريون والهنود وغيرهم من الحضارات القديمة.

استمر تداول هذه العلوم والأفعال ذات البعد الخفي والأعمال السفلية حتى وصلت إلى بابل، وأصبحت في ذروتها حتى أصبحت بابل والأعمال السفلية اسمان لا يفترقان . فكانت المكان الأول لانتشار الأعمال السفلية بهذا الشكل الرهيب، لدرجة أن البابليين وضعوا قوانين لعلم الأعمال السفلية، التي كانت له مكانة كبرى بينهم، وكان رجال الكهنوت أعلى مكانة من رجال الدين ويقيمون طقوسا خاصة، حتى أصبحت الشياطين تعلّم الأعمال السفلية جهرا للناس.

وكانت الأعمال السفلية عند البابليين تشبه الأعمال السفلية عند الفراعنة، إلا أنها في بابل كانت من أخطر الأنواع، واستخدمها البابليون في كل شيء حتى في الطب والنزاعات بين الدول،وكان أهل بابل يعتقدون أن الأرواح الخبيثة مسؤولة عن الكوارث التي تحدث في العالم كالزلزال والبراكين والعواصف والفيضانات، فكانوا يرون انهم لابد من استخدام الأعمال السفلية لمنع عبث هذه الأرواح بالنظام العام وكتب أهل بابل التعاويذ في لوحات مختلفة لكل منها أثره الخاص في ناحية من هذه النواحي.

لم تكن الأعمال السفلية في بابل أمرا عادياً أو هيناً بل كانت تعد من الجرائم الكبرى، و من يمارسه يُحكَم عليه بإنهاء الحياة وتجريده من بيته و ممتلكاته، ففي عهد الملك حمورابي الذي حكم بابل في الفترة ما بين 1792_1750 قبل الميلاد
كانت الأعمال السفلية موجودة وقتها، لذلك عندما سنّ حمورابي قوانينه الشمولية في مسلته الشهيرة كان القانون الثاني من المسلة يخص الأعمال السفلية ومعاقبة من يقومون بها، وذلك لخطورتها على المجتمع و أمنه بشكل عام.

فترى  هل توقفت تلك الأعمال مع أفول نجم الحضارة البابلية أم أنها ممتدة ومستمرة حتى يومنا هذا بصور وأشكال مختلفة شاركنا رأيك، هل تعتقد في تلك الأعمال ؟ وهل ترى انها يمكن أن تؤثر على البشر والمصائر وعلى توازن القوى في الطبيعة بشكل عام ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى