يبدو أن روسيا وضعت خططها لما بعد الانتصار فى المواجهات العسكرية بأوكرانيا.. خطط وضعت موسكو عليها لمساتها الأخيرة، استعدادًا لما ستمضي عليه الحياة بعد المواجهات.. ويبدو أن موسكو لم تفكر كثيرًا فيما يجب أن يكون وتريد تطبيق تجربة كوريا الشمالية في الأراضي الأوكرانية.. ماذا يحدث بين موسكو وكييف؟
تستمر المواجهات العسكرية بين موسكو وكييف على الأراضي الأوكرانية منذ نحو عام تقريبًا.. لم يشفع الزمن للمواجهات أن تهدأ بل زادت سخونة المواجهات في ظل استهداف مستمر للعاصمة كييف وعلى العديد من النقاط الساخنة على طول الجبهة.
وشهدت الأيام الأخيرة تقدما للقوات الروسية في عدد من الجبهات على الرغم من النفي الأوكراني للتصريحات الروسية بشأن التقدم في بعض الجبهات لاسيما في جبهة باخموت وأن المواجهات مازالت مستمرة.
ووضعت روسيا خططها لما بعد انتهاء المواجهات العسكرية، وذكر مسؤول أوكراني رفيع أن روسيا قد تعرض على أوكرانيا ما أسماه خيار “خط العرض 38” لإرساء هدنة بين البلدين، الأمر الذي يعني تقسيم أوكرانيا إلى قسمين.
كشف الأمين العام لمجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف، عن خطة موسكو لتقسيم أوكرانيا، بنفس السيناريو الكوري، والذي يسمى بخط العرض 38.
يشار إلى أن خط العرض 38 يشكل حدا فاصلا في منتصف شبه الجزيرة الكورية تقريبا، وأصبح هذا الحد الفاصل عام 1948 الحدود الرسمية ما بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
وأضاف الأمين العام لمجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، أن ديمتري كوزاك نائب مدير مكتب الرئيس الروسي بصدد لقاء سياسيين سابقين في أوروبا، ونقل رسالة من خلالهم مفادها أن الروس مستعدون لتقديم تنازلات من أجل إصلاح الوضع الراهن وإرغام أوكرانيا على الهدنة.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن ضم 4 أقاليم أوكرانية وهي دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون، إلى الأراضي الروسية، وأثار هذا الأمر جدلا واسعا وردرو فعل غاضبة، في العالم.
وكانت روسيا ضمت إقليم القرم إلى سيادتها في عام 2014، ليصبح عدد الأقاليم الأوكرانية تحت سيادة روسيا 5 أقاليم.
ومع السيناريو المطروح على الطاولة من الجانب الروسي بتقسيم أوكرانيا على الطريقة الكورية، جددت كييف تحذيراتها من سيناريو “خط العرض 38” بعد حديث سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني عن “السيناريو الكوري” وتقسيم البلاد إلى جزأين، اعتبره محللون غير مستبعد كون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يعود من المواجهات العسكرية خالي الوفاض بعد ما تكبده من خسائر في الجنود والعتاد.
مع إصرار أوكرانيا على تحرير كامل الأراضي بدعم غربي واسع فإن المواجهات غير مرجح أن تنتهي في القريب العاجل إلا بانتصار طرف وخسارة مدوية للآخر، ومع استمرار وقود المواجهات بإرسال روسيا أوكرانيا مزيدًا من المعدات والجنود إلى مناطق المواجهات، فإن آتون المواجهات سيستمر ولن تنتهي المواجهات العسكرية على الجبهة الأوكرانية قريبا.. فهل يكون سيناريو “خط العرض 38” هو نهاية الأحداث؟