مرت على سوريا أكثر من 40 حضارة، مازالت تبوح بأسرارها وكنوزها التاريخية، حيث تعتبر بعض المناطق، التي كانت مركز الحضارات في سوريا، من أقدم المناطق المأهولة بالسكان في التاريخ، ويوما بعد يوم يظهر اكتشاف أثري، يبوح بأسرار تلك الحضارات الموغلة في القدم، فترى ما الاكتشاف الجديد وما الذي أذهل العلماء.
المزارعون الأوائل
أكد خبراء أن عمليات البحث والتتبع التاريخية، للمزارعين الأوائل في العالم، قد قادتهم إلى إحدى القرى على الأراضي السورية.عمر القرية يصل إلى 12800 عاماً، مشيرين أنها تعود للعصر الحجري، مما يوفر أكبر دليل، على طبيعة وأنواع الحيوانات المستأنسة، التي تمت تربيتها لإنتاج الغذاء للبشر.
حيث عثر الباحثون على بقايا روث حيوان في تجمعات للتربة، خلال أعمال التنقيب في موقع “أبو هريرة” التابع لمحافظة الرقة شمال شرق سوريا.
وأشارت التقارير إلى أن المنطقة المكتشفة تمثل مفاجأة علمية، تعتبر الأولى من نوعها.
حيوانات ما قبل التاريخ
حيث تمثل موقعاً أثرياً لحضارات عصور ما قبل التاريخ، في منطقة وادي الفرات.ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية
فإن ما تم اكتشافه يشير إلى أن البشر في المنطقة، كانوا يربون المواشي ويرعون الأغنام قبل 2000 سنة تقريباً
من الوقت الذي كان يعتقده العلماء قبل الاكتشاف.
موقع أبي هريرة
ونوه العلماء إلى أن جزءا من موقع “أبو هريرة” الذي يقع قرب مدينة الرقة شمال شرق سوريا، مغمور في الوقت الحالي تحت بحيرة “الأســد” بعد إغلاق أحد الســدود.
وقد سكن البشر هذه المنطقة للمرة الأولى، في نهاية العصر الحجري القديم، أو العصر الحجري الذي يرجــع تاريخه إلى ما بين 13300 و11400 عام. وتركوا لنا ما يمكن وصفه بالكنوز التاريخية.
طبقات سكنية
ولفت الخبراء إلى أن الصيادين ولأكثر من 5550 عاماً، قاموا ببناء طبقات مختلفة من السكن، فوق بعضها البعض في تلك المنطقة.
أما خلال العصر الحجري الحديث، فأشار العلماء إلى أن الموقع، شهد بعض التطور، حيث أقيمت فيه مجمعات من الزارعة والرعي، حيث توفر الأدلة التي تم العثور عليها، من تجمع تلك الطبقات بما في ذلك عظام الحيوانات.
معلومات حول انتقال البشر إلى الزارعة، وتربية المواشي في تلك الحقبة، كما أكد الخبراء أن الأراضي السورية، احتضنت العديد من الحضارات العريقة على مر التاريخ، لاسيما في المناطق التي تقع على ضفاف نهر الفرات.