تحمل طبقات الأرض تاريخا كبيرا توارى مع مرور الزمان، لكن لم يذكر التاريخ من قبل أن يختفي جيش، قوامه 50 ألف جندي في الصحراء، ما السبب .. هل هي اللعنة أم عوامل الطبيعة ؟
من هو قمبيز ؟
الملك قمبيز الثاني هو من ملوك الفُرس، الذين استطاعوا تكوين امبراطورية في فارس عام ٥٥٩ ق.م.استولت علي ليديا ” غرب الأناضول ” وبابل ومصر.كما استولت على فلسطين ومقدونيا وغيرها من البلاد.
ولد قمبيز في بلاد فارس، ووالده هو كورش العظيم أقوي ملوك فارس وأكثرهم جبروتا.بعد تولي قمبيز العرش عمل علي تثبيت دعائم حكمه، وتأمين حدوده التي قامت فيها بعض القبائل المتفرقة.
فأسس جيشا قويا وإمبراطورية، أراد من خلالها تحقيق حلم والده، بضم عرش مصر إلي إمبراطوريته الفارسية، فأراد قمبيز ضم مصر بالمصاهرة، عن طريق الزواج من ابنة الملك أحمس الثاني، الذي رفض أن يزوج ابنته لملك بلاد فارس.كما أنه لم يرد أن ينشأ صراع بينه وبين الفرس، فأرسل إليه ابنة الملك السابق أبريس.
خدعة الزواج
ولكن قمبيز عرف بأنها ليست ابنة أحمس الثاني، فغضب واعتبرها إهانة له، وفشل مخططه لضم مصر سلمياً, فخطط لغزوها.
وفي هذة الأثناء توفي أحمس الثاني في ظروف غامضة، قبل أن يبدأ قمبيز حملته ويصل إلي مصر .وتولي ابنه بسماتيك الثالث الحكم خلفاً لوالده، ليواجه جيش قمبيز علي حدود بيلوزيوم قرب بورسعيد حالياً.
فانهزم الفرعون بسماتيك في تلك المعركة وإنسحب إلي منف،واستمر قمبيز في تقدمه إلي عين شمس
ثم إلي منف حيث واجهه بسماتيك الثالث مرة أخري .وفي هذه المرة سقطت العاصمة وأصبحت تحت حكم الفرس عام ٥٢٥ ق.م .
الانتقام من كهنة آمون
وبعد استيلاء قمبيز علي العاصمة، أراد أن ينتقم من كهنة آمون الذين تنبأوا بهزيمته هو وجيشه، كما وصله خبر أن كهنة معبد أمون يرفضون سطوته على مصر وغير معترفين بملكه وتنبأوا بفشله .
الأمر الذي جعل قمبيز يأمر بتسير جيش إليهم، قوامه 50 ألفا، يتوجهون إلى واحة سيوة، ويقومون بتدمير معبد آمون.
خروج الجيش
خرج الجيش بكامل عتاده قاصدا واحدة سيوة، إلا أنه عند وصوله إلى منطقة الخارجة، والتي تعرف اليوم باسم الواحات .
اختفى جيش قمبيز عن بكرة أبيه، نعم اختفى الجيش الذي قوامه 50 ألف فارسي دون أي أثر لهم.و بعد حوالي 75 عاما من هذه الحادثة، كتب المؤرخ (هيرودوت) أن عاصفة رملية هبت على الجيش فدفنت جيش الملك قمبيز المفقود بالرمال بشكل كامل دون أي توضيح آخر.
البحث عن الجيش المفقود
الرواية أثارت فضول الأثريين والمغامرين، الذين انطلقوا بحثا عن الجيش المفقود دون جدوى، ومنهم البعثة الألمانية التي ظلت تبحث عن سر اختفاء جيش قمبيز قبل ٢٥٠٠ سنة في واحة سيوة، في الجهة الشرقية من معبد آمون .
وبعد ثلاثة أشهر مرت ثقيلة، سمع ( هانز ) رئيس البعثة الألمانية صوت العمال يصرخون، وجدنا مقبرة.. وجدنا مقبرة
كانت الساعة الواحدة ليلا.
نزل هانز ومعه أربعة من مفتشي الأثار إلي المقبرة، استخرجوا منها رمحا ودرعا من البرونز، لكن الصدأ كن قد أكلهم
كما رأوا بقعا من الرمال السوداء، فسّرها الدكتور هانز بأنها ما تبقي من رفات هذا الجندي .
لعنة كهنة آمون
إلا أنهم وهم في الداخل، بدأت الرمال تتساقط عليهم وتحولت المقبرة إلي ظلام دامس .وماتوا بعدما أصابتهم لعنة كهنة آمون
تلك اللعنة التي يبدو أنها أصابت جيش قمبيز، قبل يختفي تحت الرمال منذ ٢٥٠٠ سنة.