يبدو أن الظواهر الغريبة المرتبطة بزلزال تركيا يوم الإثنين الأسود الذى راح ضحيته الآلاف، مازالت تتكشف وتظهر على السطح بعد أن انقشع غبار المنازل المهدمة، والبنية التحتية المنهارة.. فما هي حكاية الحفر البركانية بريف إدلب؟
ضرب زلزال بلغت قوته 7.9 درجة جنوب تركيا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين، وشعر به سكان سوريا ولبنان والعراق ومصر واليونان وقبرص وأرمينيا، وقد خلف الآلاف من الضحايا في تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المباني وحصار العشرات تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج.
ويبدو أن آثار الزلزال التركي امتدت لتظهر آثارها فى عدة دول، حيث تم اكتشاف ظواهر غريبة فى عدد من المدن والقرى فى دول الجوار للدولة التركية، والتى تأثرت بالزلزال.
ففي سوريا بالإضافة إلى آثار الزلزال التى طالت آلاف المنازل وتسببت فى تشريد الآلاف فى الشارع ومئات الضحايا، اكتشف السوريون بعد مرور الزلزال ظهور بعض الحفر الغريبة فى ريف إدلب، حيث ظهرت من الفراغ ولا يعرف أحد كيف ظهرت وكيف تكونت فى الأرض.
ولا يتعدى حجم الحفر التى ظهرت بالعشرات حوالي 30 سم، إلا أنها تنتشر بكثرة على مساحات كبيرة، لدرجة أنه قد تشبه فوهات بركانية ولكن بمستوى الأرض، إلا أنها ليس بها أى حمم بركانية.
ويقول المتحدث فى الفيديو أن هذه الفوهات البركانية تسببت فى إنجراف التربة، بجانب نهر العاصى وضرر فى الأراضى الزراعية.
وفي محافظة الأنبار العراقية، تم رصد فوهات كبيرة الحجم قد يصل قطرها إلى أكثر من 2 متر، وعمقها حوالي متر، بشكل مختلف عن الحفر فى الجوار السورى.ولم يعلق العلماء حتى الآن على هذه الحفر التى ظهرت بشكل مختلف فى سوريا والعراق.
قال الدكتور أحمد الملاعبة، أستاذ الجيولوجيا والبيئة، إن الأرض وجغرافيتها في سوريا وتركيا لن تتغير، بعد الزلزال الذي ضربهما مؤخرا.
وأضاف “الملاعبة”، خلال مداخلة عبر تطبيق “زووم”، عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أن فاعلية الأرض وحركياتها ستصبح أضعف.
وتابع، أن الطرق قد تتأثر بالزلازل حيث يحدث بها تكسير، وكذلك السكك الحديدية، والبنية التحتية.
وقال أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة عباس شراقي، إن زلزال الإثنين الأسود بتركيا هو أكبر موجز زلزالية بشرق حوض البحر المتوسط منذ عام 1939،
وتابع: “ما زالت التوابع مستمرة وحدثت زلازل ضعيفة بالقرب من البحر الميت والضفة الغربية الفلسطينية بشدة 4.1 ريختر، وهذه المنطقة هي امتداد للأخدود الأفريقي العظيم الذي يشمل خليجي السويس والعقبة والبحر الأحمر وإثيوبيا حتى موزمبيق جنوبا”.
ونوه بأنه: “لم تسجل موجات سونامي حتى الآن لبعد مراكز الزلازل الرئيسية عن البحر المتوسط ولكن يظل الاحتمال موجودا نتيجة حدوث بعض الزلازل في جزيرة قبرص وما حولها”.
وأشار شراقي إلى أن تركيا تقع عند التقاء ثلاث صفائح أرضية، الأفريقية مع الأوروأسيوية، وكذلك امتداد الأخدود الأفريقى الممتد من موزمبيق عابرا إثيوبيا والبحر الأحمر وخليج العقبة إلى جبال الأناضول، مما يجعلها من أشد المناطق عرضة للزلازل في أوروبا وأخطرها، حيث يقع %66 من المساحة على فوالق نشطة مثل شمال وشرق الأناضول الذي تتركز فية الزلالزل حاليا.