واحد من نجوم الدراما السورية ، ترك بصمة مميزة في الكتابة والتمثيل والإخراج .. وينطبق عليه القول من رحم المعاناة يولد الابداع ، فما هي المأساة والمعاناة الشديدة التي عاشها الفنان السوري الكبير حاتم علي وساعدته في مجال الإبداع الدرامي، وكيف تمكن من حصد الكثير من الجوائز ، بل وظل الاحتفاء به قائما حتى بعد مرور ٣سنوات على رحيله، عن مسيرته ومحطاته وأبعاد معاناة الفنان السوري الراحل حاتم علي نبقى معكم في التقرير التالي:
بعد ثلاثة أعوام من رحيله مازالت هناك العديد من الأصوات التي تتحدث عن موهبته المتفردة. فقد كان في تاريخ الدراما السورية والعربية ظاهرة تستحق الدراسة بمزاياها والانتقادات الموجهة إليها والتساؤل: هل تقاضى النقاد من الرجل مقابلا كي يظلوا في تقييم أعماله على ذات الترتيب بعد رحيله؟ أم أن ذلك نابع من إخلاصه وصدق ما قدمه، ومن الذي أدار صفقات جوائز «حاتم علي»؟ فجعل هذا الفنان يحصل على الكثير من التمرينات والجوائز المستحقة .
قصة الجوائز المتتالية
حصل حاتم على خلال مشواره على العديد من الجوائز ، حتى أصبح بنكا للجوائز.لم يكن يعترف «حاتم علي» يوما بحدود له ورسم لنفسه إطارا من أولى خطواته نحو الاستديوهات لم يصل إليه فنان في مثل تاريخه.. فالبداية الأولى للرجل كانت قلما أمسك به منفردا في زاوية من زوايا منزله يكتب للمسرح ويحرر النصوص الدرامية والقصص القصيرة.
حاتم يحلق بجناجي مخرج وكاتب
ومن الكتابة إلى الإخراج التلفزيوني حلَّق «حاتم علي» بجناحي مخرج وكاتب بين «صقر قريش» و«ربيع قرطبة» و «الزير سالم»، حتى أنه أبدع في إخراج خمسة وعشرين عملا قدمها للجمهور على طبق من ذهب.
وصف «حاتم علي» ينطبق عليه «المبدع الموسوعي».. فموهبته مصدر حيرة لمن أراد توصيفها كاتبا ومخرجا وممثلا.. وقد ظلت أعماله ترجمة حرفية للواقع الاجتماعي والتاريخي والسياسي، وكانت الرسالة المبطنة التي قدمها في مسلسل «التغريبة الفلسطينية» من واقع عاشه بالفعل.
قصة اليرموك و«التغريبة الفلسطينية»
تأثر حاتم في صغره بتجاربه الحياتية في مخيم «اليرموك».. وكانت المصادفة أن مخرج العمل «حاتم علي» واحدا ممن عاشوا القصة الحقيقية لمسلسل التغريبة الفلسطينية بين مخيمات ناضل فيها من أجل الحرية.. ويرى النقاد أن «التغريبة» تم تقديمها كواحدة من أيقونات الدراما العربية .
أما قصة الجوائز التي حصدها «حاتم علي» فرشحه إليها رصيده من الاجتهاد والمثابرة فلم يتدنى يوما إلى تقديم أعمال مشوبة بملاحظات.. وأحاط بالفنان الراحل احترام الجمهور والنقاد حتى انهم كرموه حيا وبعد رحيله.. فهو موهبة قلما تجود الدراما العربية بمثلها .. فهل يمكن أن يكون إبداعه وإخلاصه درسا يتعلم منه الجيل الجديد؟