هي واحدة من أشهر نجمات السينما المصرية، أحبت الفن وهي لم يتجاوز عمرها العشر سنوات، خاصة انها نشأت في عائلة محبة للفن وتحترم التمثيل، وكان يقولون عنها “دلوعة العائلة”، والكل كان يتسابق لرسم البسمة على وجهها وتدليلها.
إنها الفنانة فاطمة رشدي، التي ولدت عام 1908، ونشأت على شواطئ محافظة الإسكندرية، وعاشت طفولة كلها بهجة وانطلاقا، وكان من الطبيعي أن تتعلق الطفلة المشاكسة بالفن، حيث تفتح وعيها على أسرة تحترم التمثيل والغناء، كما أن شقيقتيها “سعاد وإنصاف”، كانتا من أعضاء فرقة أمين عطا الله.
بمرور الأيام التقت رجالا اقتنعوا بموهبتها وقرروا دعمها مثل المطرب سيد درويش، الذي ا لفرقته عام 1921، ثم التقت المبدع عزيز عيد الذي علمها القراءة، والكتابة، وحضر لها شيخ من الأزهر لتحفظ القرآن حتى تتقن مخارج الحروف، كما علمها قواعد التمثيل، وبعدها للفنان يوسف وهبي.
أما عن حياتها الشخصية فقد تزوجت فاطمة رشدي أكثر من مرة آخرهم في عام 1951 من ضابط بوليس، اختفت وابتعدت عن الأضواء لسنوات عديدة، كما تداولت وسائل إعلامية قديمة قصتها مع فنان شهير أحبها حد الجنون وغير ديانته للزواج منها لكن لم يتم التأكد من هذه القصة قبل وفاتها.
اختفت فاطمة رشدي من الساحة الفنية، في بداية الستينيات وغابت أخبارها عن الصحف، لتعود بعد سنوات بأخبار حزينة عنها تؤكد أنها تعيش حياة بائسة في غرفة متواضعة، ولا تستطيع تدبير نفقات علاجها، وبدافع إنساني تحرك الفنان فريد شوقي، زارها في حجرتها المتواضعة، ووفر لها مأوى يليق بها، وقرار علاج على نفقة الدولة، ولم تكشف للراحل فريد شوقي سر التحول في حياتها، وكيف فقدت ثروتها، ثم رحلت عن الدنيا في 23 يناير 1996، حاملة سرها.