يبدو أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا لن ينتهي في أي وقت قريب مع استمرار التصعيدات من كافة الأطراف.ومع اقتراب موعد تنفيذ «هجوم الربيع المضاد» الأوكراني ضد روسيا، كيف ستتعامل كييف مع معضلة نقص المدفعية؟ وهل تزود واشنطن حليفتها الأوكرانية بالمقذوفات النووية؟ وكيف سيكون رد الدب الروسي على تلك الخطوة؟ كل هذا وأكثر نقدمه في التقرير التالي من التقرير التالي:
هجوم الربيع المضاد
أيام قليلة تفصلنا عن هجوم الربيع المضاد الأوكراني ضد روسيا، وفقًا لما أعلنته كييف على لسان نائب رئيس الاستخبارات العسكرية فاديم سكيبيتسكي، حيث يستهدف الهجوم استعادة المناطق الجنوبية التي سيطرت عليها روسيا، وصولًا إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو منذ العام 2014.وفي هذا الإطار، تواجه أوكرانيا معضلة كبيرة تقف أمام تحقيق هجوم الربيع وتتمثل في نقص المقذوفات والمدفعية.
كييف تستهلك الذخائر
إلى ذلك، قال أوليج أرتيوفسك، الباحث في الشأن الدولي بمؤسسة «فولسك» العسكرية الروسية، إن كييف تستهلك الذخائر بشراهة وسرعة دون تنظيم أو ترتيب؛ نتيجة قلة تدريب مستخدميها من الجنود والمليشيات.
وأوضح أن كييف تعتمد على حلف الناتو في تدريب مهارات جنودها على استخدام المعدات الغربية الحديثة من الطائرات والدبابات ومنظومات باتريورت.
وأشار إلى أن المطالب الأوكرانية بالذخيرة تأتي في وقت تعاني مخازن الذخيرة في أوروبا من نقص في المعدات، وأن هجوم الربيع الذي تعتزمه أوكرانيا يجعلها في حاجة ملحة لقذائف مدفعية.
النووي الأمريكي
ومن أجل التغلب على أزمة نقص المدفعية التي تحول دون تحقيق أوكرانيا أهدافها في عملية الهجوم المضاد، تعمل أمريكا على مدّ حليفتها بمقذوفات نووية استراتيجية من شأنها أن تقلب الطاولة وتغيّر مسار الحرب بالكامل.
وحول الالتماس الذي يدعو إلى نشر مقذوفات نووية أمريكية في أوكرانيا، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، إن هذا الحديث عبارة عن هراء مروع.
رد فعل الدب الروسي
وأكد أن هذه التحركات ستكون بمثابة دافعًا لروسيا بشأن الاستخدام الوقائي الفوري للمقذوفات النووية، خاصة إذا واصل الرئيس الأمريكي جو بايدن تصرفاته الاستفزازية المتعلقة بدعم كييف بمقذوفات نووية.
إلى ذلك، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن خطط الكرملين لنشر مقذوفات نووية في بيلاروسيا ما أثار إدانات دولية من الولايات المتحدة والناتو واتهامات بابتزاز نووي من أوكرانيا.
وقال بوتين آنذاك: إن هذه الخطوة ستتصدى لنشر الولايات المتحدة للمقذوفات النووية في دول أوروبية مختلفة، ووضع مقذوفات نووية عبر الحدود من بولندا.
أمريكا تقلل من شأن روسيا
ووسط تلك التصعيدات، قللّت أمريكا من الخطط الروسية بشأن نشر مقذوفاتها النووية في بيلاروسيا.وقال جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: إن واشنطن لا ترى مؤشرات على نقل موسكو أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسا.
وأضاف «كيربي»، في إفادة صحفية: «لم نر أي مؤشر على أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد فعل ذلك بالفعل، ولا يوجد أي مؤشرات على أنه يعتزم نقل مقذوفات نووية تكتيكية من أي نوع إلي بيلاروسا، وكذلك لا مؤشرات على أنه يعتزم استخدامها في أوكرانيا».